الضيافة مِن حقوق الانسان في ضوء السنة النبوية

شاء الله عزّ وجلّ على لسان نبيّه عليه الصلاة والسلام ان تكون للضيافة مكانة عظيمة، وقد ذكرها النبي عليه الصلاة والسلام في سنته المطهّرة ضمنَ الاعمال المامورة على سبيل الالزام، والتي بسببها ذهب جَمعٌ من العلماء الى وجوبها كما ورد ذلك مفصلا في الكتب الفقهية الاسلامية. وليس هذا فحسب، بل جاءت السنة النبوية مبيّنة بان التعامل الحسن مع الضيوف مِن حقوق الانسان بعضهم على بعض، سواء كان المرء مقيما ام مسافرا، مسلما كان ام غير مسلم، كما يستوي ذلك في يُسر المضيف وعُسره، بل كلٌّ يودّي هذا الحقَ بقدر استطاعته، مقرونا بالرضى والقبول. والى جانب ذلك، جاء حقُّ الضيف مقرونا في الذكر بحقوق عظيمة، منها: حق الله، وحق النفس، وحق الزوج، وحق الاصدقاء، وكذلك ذُكِر حق الضيف مُفضّلا ومقدّما على بعض القربات النافلة مثل صوم التطوع، كما ابرز هذا مدى اهتمام الضيافة عند النبيّ عليه الصلاة والسلام وعند اصحابه رضي الله عنهم اجمعين. وعلى هذا الاساس، يهدف هذا البحث الى بيان ان حق الضيف ليس من باب الصدقات التي يجب دفعها للمسافرين والمحتاجين فقط، بل هو ارفع شانا واوسع نفعا من هذا المستوى، بحيث تتميّز الضيافة عن الصدقة المطلقة بقَبول النبيّ عليه الصلاة والسلام للضيافة وعدم اخذه للصدقات، كما نعتبر تنبيه هذه النقطة جديدة في بابها ان شاء الله تعالى. وعليه، جاء هذا البحث مُعنونا: الضيافة مِن حقوق الانسان في ضوء السنة النبوية.