سوال العلاقة بين الفطرة والشريعة: قراءة معرفية

يتناول البحث علاقة الفطرة بالشريعة في التفكير الاسلامي، وما تطرحه هذه العلاقة سواء على مستوى بيان الجوانب المتعلقة بخَلْق الانسان وما فُطِر عليه ابتداء، وهذا البعد يمثّل الجانب التكوني في مفهوم الفطرة، او على المستوى المتعلق بالشريعة وفطريتها، اي انها جارية وفق ما يدركه العقل وتشهد به الفطرة، وهذا البعد يمثّل الجانب التشريعي الذي يطرحه مفهوم الفطرة. لقد زخرت اغلب الكتابات بتناول جانبا واحدا مما يتيحه او يعكسه مفهوم الفطرة، لكن البحث في العلاقة التناسبية بين الفطرة والشريعة، وما يتيحه هذا النظر المتلازم بين المفهومين على مستوى الامكانات المتعلقة بقدرات الانسان الفطرية في فهم وتعقّل الخطاب الشرعي والاحكام التكليفية، والوقوف على غاياته ومقاصده، يبقى في حاجة الى البحث والاستقصاء. ولذلك تاتي هذه الدراسة لتسليط الضوء على الجانب التشريعي والتكويني في علاقة الشريعة بالفطرة، باعتبارماا نظامين متلازمين يتيحان فهم طبيعة الشريعة واحكامها ومقاصدها من جهة، وتحديد جوهر وماهية الانسان الفطرية وامكاناته في تعقّل هذه الشريعة من جهة ثانية.