جدل المتخيّل الاستشراقي في الخطابات النّسويّة العربيّة المعاصرة - فاطمة المرنيسي انموذجا-

لعلّ المتخيَّل بما يحيل عليه من كونه اطارا مرجعيّا لهويّة المجتمع الثقافيّة –دلالة اهميّة-، قد وجد- بوصفه مرجعا فكريا- في ادبيّات الاستشراق وسيطا تمثيليا سلبيا؛ عمل على نقل الشّرق الى مجال المعرفة الغربيّة عبر تصوّرات وهميّة حرّكها خيال رومانسي استشراقي، صوّر الشّرق يوتوبيا جاذبة تستحق المغامرة.ولانّ العلاقات الكولونياليّة بطبيعتها تستتبع انفلاتا للمشاعر الجنسيّة، فقد صور المتخيَّل الاستشراقي حريم الشّرق فردوسا ذكوريّا مفقودا؛ ومن ثمة يمكن تصوّر وضع الحريم ضمن فلسفة السّياق الاستعماري الذي يمثّل اقوى تجسيد للفلسفة الذّكوريّة؟الى هنا تصبح الكتابة النسويةّ العربيّة طرفا في حرب تحديد من سيتخيّل الآخر، ومن ثمّة انخرطت فاطمة المرنيسي- ضمن كتابة نسويّة مابعد استعماريّة - في مشاريع مراجعة تاريخية تفصح بوضوح عن مقاومة ابنية وخطابات المعرفة الغربيّة عن امراة الشّرق، وشكّلت ثيمة/الحريم في كتاباتها مرتكزا لتقويض نمطيّة السّرد التّمثيلي المتعلّق بالمفهوم الغربيّ عن المراة العربيّة؛ وفق وضع حريمي معكوس، خلاف استقراره في الخطاب الاستشراقي.تسعى هذه الورقة للوقوف عند النّسوية العربيّة ممثّلة في فاطمة المرنيسي، وتناولها نقد الخطاب الاستشراقي حول المراة العربيّة، ضمن مولفاتها، فماهي الآليات التي تبنّتها المرنيسي في نقدها للمتخيّل الاستشراقي، وتفكيك خطاباته؟