دراسة البنية القصصية في كليلة ودمنة (باب الاسد وابن آوى نموذجاً)

تُعدّ كليلة ودمنة من اجمل المولفات في الحكمة ورمزية السياسة، اذ يكون الحيوان فيها قناعاً ساتراًورمزاً يشفّ‌ عن المرموز اليه، وهواحرى بالقبول والسّماع، واقدر على اخفاء مقاصد الكاتب وغاياته‌. ومن ابواب هذا الكتاب باب الاسد وابن آوى الناسك الذي يمثّل الرّجوع الى الصّداقة بعد الخصام. نسعى من خلال هذه المقالة للاجابة على الاسئلة التالية حول هذا الباب من الكتاب: هل يمتلك هذا الباب من كليلة ودمنة عناصر البنية القصصية؟(الحبكة والشخصيات والاحداث والحوار) وما هي العلاقة بين هذه العناصر؟ هل هناك ترابط وتماسك بين اجزاء القصة؟ للاجابة على هذه الاسئلة قمنا بدراسة عناصر القصة في باب الاسد وابن الناسك وفقاً لمبادئ البنيوية التي تقوم على انّ النص الادبي هو علاقات العناصر الداخلية في اطارها ودخولها في نظام يحفظ لها استقرارها ويضمن لها حركتها وتفاعلاتها داخل النظام ذاته. وحاولنا ان نحلّل موقع هذه العناصر التي تتشكل منها البنية والعلاقات التي تقيمها حركة هذه العناصر تحليلاً دقيقاً لنكتشف طبيعة هذه البنية. واخيراً وصلنا الى انّ هذا الباب من كليلة ودمنة يمتلك عناصر القصّة الفنية في اطار بنية متماسكة ومتلاحمة.