التكرار اللفظي في القرآن: اسبابه وفوائده

انّ التكرار قبيح في الكتب العادية البشرية عدا كتاب ‏اللّه‏ تعالى لانّه كتاب معجز ولا يمكن تصور التكرار في كلام الله دون اسرار واسباب. فعلي فرض عدم وجود التكرار المعنوي في القرآن والقول بانّ التكرار في القرآن لفظي، وانّه في الحقيقة تنويع لا تكرار، فلابدّ ان نبحث عن الاسباب الموجبة للتكرار اللفظي في القرآن و فوائده. فالتكرار من الصنائع الادبية في كلام العرب وهو اسلوب من اساليب البلاغة يستعملونه في خطاباتهم؛ لانه يزيد الكلام بلاغةً اذا كان في محله و جاء وفقاً لمقتضي الحال، لذلك وجد التكرار في اشعار العرب البليغة. فضلاً عن انّ بعض الآيات قد تكرر نزولها فالتكرار هنا ينبو عن تعدد النزول. ومن فوائد التكرار في القرآن: التاكيد و التقرير، الموعظة كوجه من وجوه الاعجاز، التحدي، اثبات عدم التحريف؛ فلو كان القرآن جمع بعد رسول‏ اللّه‏(ص) لحذف بعض ما فيه، رعاية الموسيقي والنظم، ايجاد الرعب والياس في نفوس الاعداء او مكذبي النبوة والمعاد، المبالغة في مدح بعض الناس لاعمالهم الحسنة او الذّمّ وشدة التنكير واغلاظ العقاب علي البعض الآخر لاعتقاداتهم الفاسدة، التفسير والتوضيح، التاثير في عمق ‏النفوس، التفكر والتدبر في اسرار التكرار، الوعد و الوعيد لفئة خاصة كالمنافقين. و علي هذا فانّ القرآن مشتمل على معان سامية لا تستوعبها الكلمات العربية المحدودة، فاقتضى التكرار في الفاظه كـاسلوب ادبي لابلاغ المعاني.