ماهية الحركة وكيفية وقوعها في العالم العيني؛ دراسة مقارنة بين حكماء مدرستي اصفهان وطهران

يعد فهم ماهية الحركة و العلم بكيفية وجودها في العالم العيني من المسائل الفلسفية الهامة التي شغلت اذهان الحكماء سواء في المرحلة اليونانية او الاسلامية. اختلفت حكماء المدارس الفلسفية الاسلامية في ماهية الحركة وكيفية وجودها في العالم العيني و وجودها الخارجية. هناك اربع نظريات في اتصال الحركة وانفصالها خارجا مع حفظ وحدتها: 1) الوجود الخارجي للحركة التوسطية فقط؛ 2) الوجود الخارجي للحركة القطعية فقط؛ 3) الوجود الخارجي للحركة القطعية والتوسطية معا؛ 4) وجود اعتبارين من الحركة. والميرداماد اول فيلسوف مسلم من اتباع مدرسة اصفهان ادعي بناء علي نظريته بعمومية العالم العيني للعالم الزماني والدهري وتحقق وجودات المتدرجه الزمانية في ساحه الدهر بشكل ممتد، بوجود الحركة بصورتيها ndash; اي القطعية والتوسطية في العالم العيني. و اما الشيرازي فقد دافع عن هذه النظرية بشكل غير مصرح به في رده علي الدلائل التي اقامها منكرو الحركة القطعية. وهذا يكشف عن النزاع بين فلاسفة مدرسة اصفهان واسلافهم عن القول بنوعين من الحركة في العالم العيني. واما الطباطبائي ان قلنا انّه من اتباع مدرسة طهران فغيّر توجه البحث في المشكله عندما قال بوجود اعتبارين ذهنيين للحركة، تعتبر تارة بما لها من البساطه والوحدة وتارة اخري بما لها من الاجزاء؛ دون ان يكون لها نوعان: القطعية والتوسطية حتي يصح البحث عن وجود احدهما او كليهما في العالم العيني. امّا هذا البحث فقد حقّق الموضوع بالمنهج التحليلي، بالدخول الي النصوص الصعبه وتحليلها وكشف ابعادها ومضامينها واستنطاق المسكوت عنه فيها تارهً، و من خلال استخدام المنهج المقارن قد اضاء النور علي مساحات التشابه والاختلاف بين فلاسفة المدرستين في توصيف ماهية الحركة و كيفية وقوعها في العالم العيني.