مديات و حدود العقل في الاستنباط عند العلامة البهبهاني

يتناول هذا المقال دور و دائرة العقل في استنباط الاحكام الشرعية من وجهة نظر استاذ الكلّ، الوحيد البهبهانيّ. ان العلّامة الوحيد البهبهانيّ وبالرغم من اعتقاده بكون الاحكام الشرعية باسرها توقيفيّة موقوفة علي نصّ سواءً كانت في العبادات ام المعاملات، لكنه يُقرّ دوراً هامّاً للعقل في استنباط الاحكام الخاصّة بالمعاملات. فعلي عكس الاخباريّين، قام باستنباط احكام الشريعه انطلاقاً من قواعد عقلية متعدّدة واستند اليها في كل مناحي الفقه. من قاعدة الحسن والقبح العقليين الذاتيين للافعال ، عدم صدور القبيح عن الحكيم ، قبح ترجيح المرجوح علي الراجح ، قبح تكليف الغافل و الجاهل والمجنون ، قبح تاخير البيان عن وقت الحاجة ، تقديم الاهمّ علي المهمّ في مقام التزاحم ، لزوم دفع الضرر المحتمل و المظنون ، عدم جواز (قبح) التكليف بما لا يطاق ، وجوب البراءة اليقينية عند اشتغال الذمّة بها يقيناً ، قبح العقاب بلا بيان ، الملازمة بين حكم العقل والشرع ، تقدم القاعدة علي النصّ . فضلاً عن تلك القواعد، يمارس العقل من وجهة نظر البهبهانيّ دوراً خلّاقاً و ريادياً في عملية الاستنباط علي الاصعدة التالية: كشف الاحكام الشرعية ، توسعة و تضييق الاحكام و معرفة الموضوعات في دائرة المعاملات الواسعة و بالتالي استنباط الحكم .