التجلّي و مراتبه من منظور الشيخ نجم الدين الرازي و محيي الدين ابن عربي

تعتبر نظرية التجلّي احدي اهم نظريات تبيان النظام الكوني حيث يمكن ان تطرح و تدرس عبرها اهم القضايا الرئيسية في العرفان النظري كالحضرات الخمس و الفيض الاقدس و الفيض المقدس و ماشاكل ذلك. و من هنا تتجسد اهمية نظرية التجلّي بالتحديد و قد تحدّث معظم العرفاء المسلمين عن هذه النظرية و مراتبها في مولفاتهم كما حدد الشيخ نجم الدين الرازي و غالبية العارفين في الفترة الاسلامية الاولي، مفهوم التجلي في اطار العرفان العملي. اورد محيي الدين ابن عربي بعد هذه الفتره ذات التعريف دون زياده او نقصان علي وجه التقريب في بعض مولفاته و ذلك علي ضوء عنايته الخاصه بالتعريف الذي قدّمه الشيخ نجم الدين عن التجلي و مراتبه، لكن نقص هذا التعريف في المراتب النظريه، دفعه الي ابداع و تقديم مفهوم جديد و مراتب جديدة من التجلي القائم علي العرفان النظري. عمدت هذه الدراسة الي تبيين وجهه نظر الشيخ نجم الدين الرازي و ما اعقبه من عارفو الفترة الاسلامية الاولي حول مفهوم التجلي و الجانب الشهودي منه و تبيان مكامن نقصه في العرفان النظري و كذلك معرفة وجهه نظر محيي الدين ابن عربي و الجانب الوجودي لمبحث التجلّي. و وصلت في نهاية هذا البحث الي نتيجه مفادها ان ابن عربي عمل علي اكمال المباحث المتعلقة بمفهوم التجلي و مراتبه سواءً في المجال العلمي و المجال النظري للعرفان الاسلامي و ذلك عبر تقديمه لتعريف بديع من التجلّي الي جانب تعاريف عارفي الفترة الاسلامية الاولي و تصنيفه الجديد من مراتب التجلّي، الامر الذي اصبح منطلقاً لتاسيس الكثير من المبادئ المهمة للعرفان النظري.