الاستحسان: حقيقته وتطبيقاته عند الشافعية

تتناول هذه الدراسة موضوعا من موضوعات علم أصول الفقه كثر فيه الخلاف والجدال، وهو موضوع الاستحسانكمصدر من مصادر التشريع التبعية. تعرضت الدراسة لتعريف الاستحسان لغة واصطلاحا، وقام الباحث بالمناقشةوالموازنة بين هذه التعريفات، وفي ضوء ذلك بين سبب النزاع بين الأصوليين في حجيته، حتى تبين من الدراسة أن القولبالاستحسان قد م  ر بمرحلتين: الأولى شهد تعريف الاستحسان خلالها شيئا من عدم الوضوح والاضطراب، وعليها يحملخلاف الإمام الشافعي في حجية الاستحسان، والحق أن الاستحسان في هذه المرحلة يعتبر من الأدلة المردودة بالاتفاق. وأماالمرحلة الثانية فتتمثل فيما استقر عليه الحنفية في تعريف الاستحسان، والتي يعتبر الاستحسان فيها حجة باتفاق المذاهبالأربعة. وبهذا يظهر عدم توارد النفي والإثبات في حجية الاستحسان على محل واحد.وقد ختمت الدراسة بمسائل تطبيقية من فقه السادة الشافعية؛ لبيان مدى اعتمادهم الاستحسان مصدرا لاستنباط الأحكامالشرعية، وذلك من واقع فقه الشافعية، وبهذا يظهر عدم مطابقة القول أن الشافعية لا يقولون بالاستحسان جملة وتفصيلا؛وعليه فإن خلاف الشافعية مع الحنفية خلاف لفظي، وليس حقيقيا، إلا أن الشافعية أقل المذاهب أخذا بالاستحسان، واللهتعالى أعلم.