تجزؤ الاجتهاد مشروعيته، وأهميته في الاجتهاد المعاصر

يتناول هذا البحث مسألة الاجتهاد المتجزىء الصادر عمن لم يبلغ من العلماء المعاصرين رتبة الاجتهاد المطلق؛ مبينا مدىمشروعية هذا الاجتهاد المتجزىء، وأهميته في الاجتهاد المعاصر؛ بطريق المنهج الاستقرائي والمنهج التحليلي؛ وذلك رداعلى من يقول: إن اجتهادات كثير من علماء هذا العصر غير صحيحة، ولا يجوز تقليدهم فيها؛ لأنهم ليسوا بوزن أئمةالمذاهب المتبوعين والأقدمين من المجتهدين الذين تحققوا بشروط الاجتهاد المطلق المستقل أو المنتسب أو حتى المذهبي؛وإن أحسنهم حالا لا يعدو أن يكون قادرا على الاجتهاد في باب بعينه أو مسألة بعينها من مسائل الفقه وأبوابه لا غير.وقد توصلت في هذا البحث إلى أن لمشروعية الاجتهاد المتجزىء أثرا عظيما في تصحيح اجتهادات العلماء المعاصرينالذي لم يبلغوا رتبة الاجتهاد المطلق، وقد اجتهدوا في نوازل هذا العصر ومستجداته؛ وأن الاجتهاد المتجزىء بالغ الأهميةوالأثر في الاجتهاد المعاصر من حيث إنه سبيل إلى تيسير الاجتهاد لطلبة العلم المعاصرين المستعدين له واستغلال طاقاتهموقدراتهم بفتح بابه لهم، وإيجاد البديل عن المجتهد المطلق الذي قل في هذا العصر وجوده وعز.