بنيه التراث و آلياته في شعر بلند الحيدري

الشاعر المعاصر ينظر الي التراث الشعري نظره متقدمه؛ فلم يعد التراث عنده مجرد قوالب و انظمه للوزن و اللغه و انّما هو المواقف الحيّه المعبره عن الرويه و الانسان. فلذلك يستهدف هذا البحث الي تحليل التراث ودراسه عناصره الفنّيه في اشعار الشاعر العراقي المعاصر بلند الحيدري، و كيفيه توظيفه في قصايده الشهيره التي يحضر فيه التراث وعلاقته بالحاضر. من ثمَّ يهتمّ بالشخصيّات الادبيه و التاريخيه و الشعبيه و الصوفيه و نهايه الحديثه المستدعاه اهتماماً شاملاً حتّي يعرّف المتلقي مدي الصله الوثيقه للشاعر بالتراث في العراق، و حنينه الشديد بالوطن. يتطرق هذا البحث، معتمداً المنهج الوصفي التحليلي، الي الافكار والاساليب الفنّيه للشاعر واخيراً علاقه التراث الماضي بالحاضر لديه متقصياً ابياته الشعريه من غضون دواوينه. تشير النتايج الهامّه لهذا البحث انّ بلند الحيدري يوظّف التراث توظيفاً حيّاً ابداعياً و ذلك علي وعيه الذاتي والحضاري وانّ اللجو للشخصيات التراثيه عنده يدلّ علي مدي اتساع الحدقه الشعريه، والرويه الابداعيه، وعدم الانفلاق علي الذات الفرديه، واستنكاه الابعاد الانسانيه الشامله، وتوظيفها لاضفا صوره حيه علي الواقع، والرويه الفلسفيه تجاه الحياه و الانسان المعاصر.