التحول الديمقراطي في الجزائر(العوائق والآفاق)

تقوم هذه الدراسة على افتراض ان الديمقراطية التي فرضت نفسها دوليا ووطنيا واصبحت تعبر عن حالة عامة وجماعية قد باتت حظوظ تحقيقها تزداد بقدر يتراجع الميل نحو نفيها وانكارها تحت مبررات وذرائع مختلفة، ذلك ان طريق الاحلال الديمقراطي ملئ بالعثرات والمشاكل التي تتعدد وتزيد تفاقما كلما امضينا في هذا الطريق، ولا يكاد القائمون على هذه المهمة ان يستريحوا من عناء ومتاعب هذا التحول الا بمزيد من التصميم على المواجهة والبحث عن الحلول التي تصادفهم دائما وابدا لانه لا مجال للادعاء بغموضها او عدم امتلاك نواصيها وخباياها واسرارها كمحاولة لتبرير رفضها او تاجيلها. ومن هذا المنطلق فان الاحلال الديمقراطي في الجزائر قد شهد مدا وجزرا وشهد محطات كثيرة من النجاح والتقدم تارة ومن الفشل والاخفاق احيانا اخرى، ولكن الجزائر لم تبلغ بعد مرحلة وصفها بالدولة الديمقراطية بالرغم مما تزخر به مسيرتها التاريخية والثقافية من امثلة في الفكر والممارسة الديمقراطية وفي مجال الحقوق والحريات العامة والعدالة في التوزيع، ربما بسبب تلك العوائق والعثرات التي صادفتها وتصادفها دوما. وعلى هذا الاساس قامت هذه الدراسة بمحاولة فهم هذه العوائق والعقبات التي تجابه التحول الديمقراطي في الجزائر اولا، كخطوة اولى لمعاينة الداء ثم تقديم بعض الاقتراحات والحلول بشانها وهذا من قبيل وصف الدواء لتجاوز الواقع الجزائري السياسي الراكد والساكن، سعيا نحو تلمس الطريق المودي الى التغيير نحو الافضل كهدف مجتمعي عام.