الطقوس والمعتقدات المتصلة بالانتاج الرعوي في الاردن «دراسة لغوية»

الطقوس الاحتفالية ظاهرة قديمة قدم الانسان، وهي جزء من الوجود الاجتماعي الانساني، غير انها تتعرض لتغير دائم وفق مقتضيات التغير الاجتماعي وسبل الكسب وطرائقه. وتكمن اهميتها في انها جزء من هوية الجماعة او المجتمع، وترتبط ارتباطا وثيقا بفصول السنة و التقويم الزراعي، او مراحل حياة الانسان ، وتصور المجموعة عن العالم وفهمها لتاريخها وذاكرتها . تجري الطقوس والمناسبات الاحتفالية في اوقات محددة واماكن خاصة لتذكّر المجموعة بجوانب من تصورها للعالم ومن تاريخها.وتشمل مجموعة متنوعة من اشكال التعبير والعناصر المادية ، كالاشارات والكلمات الخاصة، والالقاء، والاغاني و الرقصات، والازياء الخاصة، والمواكب، والقرابين، والاطعمة الخاصة وغيرها. من الواضح في العصر الحاضر ان اكثر المكونات الثقافية المهددة بالاندثار بعض الطقوس الاحتفالية والعادات المتصلة بها ، خاصة ما يتعلق منها باساليب الحياة الرعوية ، وذلك لسببين اولهما:ما تتعرض له تلك الاساليب والانماط المعيشية من تغير في ذاتها ، وثانيها :ما تسببه السلوكيات الحياتية المعاصرة من تغير شبه قصري نتيجة هجمة العولمة بوسائلها المختلفة على خصوصية كثير من المجتمعات والجماعات. تحاول هذه الورقة رصد الطقوس والمعتقدات المتصلة بالانتاج الرعوي في الاردن و يطمح الباحث الى تسجيل تلك المعتقدات وتوثيقها محاولا رصد هذه الانماط لدى عدد من القبائل الاردنية في مناطق البادية الاردنية المختلفة، وكذا في الارياف الاردنية، بغية سبر مدى تشابهها واختلافها، جاهداً تفسير بعضها ما تيسر الى ذلك سبيل.