التعدد اللغوي وسوال الهوية في ظل صراع القيم والمرجعيات

لا يمكن الحديث عن اللغة دون التطرق الى ملمح الهوية، اللغة هنا ليست مجرد ملفوظات بقدر احالتها للفكر، كما ان الهوية في ظل الصراعات الايديولوجية والانتماءات المتشابكة لم تعد تقتصر على الاشكال الانطولوجي الذي يسائل فيه الانسان الغايات القصوى للوجود ومسبباته بقدر اعتبارها احالة للمعنى الذي يشكله الفرد او يتشكل عنده من خلال اضافات اجتماعية وتراكمات تاريخية اضافة الى تحديات اقتصادية، ليتشكل المقصد في ظل هذه التحديات في غايات مستقبلية يكون عليها الفرد اكثر من احالة الى ماض اطره محددة سلفا، هذا ما يمكن ادراكه من خلال تاثير ظاهرة العولمة في ضوء صراع القيم والمرجعيات على الهويات والخصوصيات الثقافية. سنعمد في ورقة بحثنا الى محاولة فهم تاثير التعدد اللغوي على مسالة الهوية، بدءا بتحليل المفهومين ثم البحث في التاثير المتبادل والتفاعل المستمر آخذين بعين الاعتبار هلامية مفهوم الهوية وتعدد تمظهراته، وكذا بوصفه مفهوما حيا في اطار التشكل من خلال المستجدات التي احدثها ويحدثها حوار وصراع الهويات ضمن اطار سياقاته المتعددة. كما سنحاول فهم واستقصاء تاثير التعدد اللغوي من منطلق احالة اللغة للفكر، ومن ثمة تاثير صراع القيم والمرجعيات على الهوية ليس بوصفها تصورا ماضويا نهائيا فحسب، وانما في احالتها الى جملة التحديات التي يقتضيها التفاعل المستمر مع ما يحيط بالفرد.