الانزياحُ الكتابي في الشعر العربي المعاصر (دراسة ونقد)

حاول الشعرا المعاصرون استثمار كلّ الادوات الفنيه حتّي يحققوا لنصوصهم قدراً من الابداع، مِنْ هذا المنطلق، فانَّ ظاهره الانزياح الكتابي عباره عن كسر نظام كتابه المالوف بهدف زياده عده الدلالات الممكنه، وهذه الظاهره تُعدُّ مِن الظواهر المهمه في الدراسات الاسلوبيه الحديثه التي تدرس النصّ الشعري علي انه اسلوب مخالف للمالوف والعادي. فالانزياح الكتابي في الشعر الحديث يحاول انْ يستعيضَ مِنْ خلال التعبير بالصوره البصريه وقد تجلت مظاهرها باشكاله المختلفه، منها: 1- تمزيق اوصال الكلمه الواحده من خلال فك ارتباطها الطباعي او تفتيت الكلمه من خلال بعثره حروفها علي الصفحه 2- تقنيه الفراغ و النقاط في جسد النصّ الشعري 3- تضمين الفاظ او عبارات من لغات اخري 4- توظيف الاشكال المختلفه والاهتمام بالفنون التشكيليه في نسيج النص الشعري. من النتايج المتوخاه من هذه الدراسه نري انَّ الشعرا المحدثين في كثيراً من الاحيان يجمعون بين الكتابه اللغويه والظواهر البصيريه في النسيج الشعري، ويريدون بهذا الطريق ان يزيدوا من دلالات النصّ بصرياً؛ ولكن ما يلفت انتباهنا في هذا الشان، هو انَّ توظيف الظواهر البصريه في كثير من الاحيان لا يضفي ابعاداً جماليه ودلاليه في جسد القصيده، بل علي النقيض من ذلك، قد يقود الشعرَ للابتذال والسّطحيه.