التقابل في الصحيفه السجاديه واثره في الانسجام

نتيجهً لتطوّر العلوم في جميع المجالات وبخاصه الادب ظهرت نظريات جديده تحاول تحليل النصوص وتفسيرها من منظار يختلف عمّا تعوّدنا عليه في القديم. فتغيّرت اغراض ادوات البيان ووسايله عمّا كان في العلوم القديمه في ضو هذه النظريات. ومن اكثر هذه النظريات انتشاراً وشيوعاً هي ما يتّصل بلسانيّات النص التي تعتبر النص كلاماً متّصلاً ذا وحده جليّه تنطوي علي بدايه ونهايه ويتّسم بالانسجام والتماسك. يعدّ الانسجامُ من ابرز خصايص النصّ الذي تحدّث عنه اللغويون، ومنهم: هاليداي ورقيه حسن اللذين الفّا كتاباً يحمل نفس العنوان وذكرا عوامل مختلفه تربط بين اجزا النص، منها التقابل الذي هو نوع من التضام الذي يندرج في المصاحبه اللغويه التي تلعب دوراً بارزاً بانواعها المختلفه في انسجام النص واستمراريته. انّ هذا التقابل يُعدّ من اكثر علاقات المعني شيوعاً وانتشاراً في الصحيفه السجاديه، ويشكّل ظاهره لغويه اسلوبيه مميزه فيها. يهدف هذا البحث الي دراسه دور هذا العنصر البديعي كعاملٍ من عوامل الانسجام في الصحيفه السجاديه متّبعاً فيه الاسلوب الوصفي - التحليلي. وتدلّ النتايج علي انّ اسلوب التقابل في الصحيفه يودّي الي تحسين النص كمحسّنٍ بديعيٍ معنويٍ في ضو البلاغه القديمه ويعدّ وسيله من ابرز وسايل الانسجام بين الجمل في ضو اللسانيات الحديثه، بحيث يتجاوز هذا الانسجام دايره جمله واحده او عدّه جمل ويربط كلّ الادعيه كنصّ واحد يتمحور حول محور التقابل بين موقفَي الحق والباطل اللذين يتمثّلان في الكلمات البيضا والسودا .