الافعال الكلاميه التعبيريه في الخطاب القرآني (ليت من اسلوب التمني نموذجا)

التداوليه تقوم بدراسه اللغه وعلاقتها بمستعمليها في ظروف معيّنه، ونظريه الافعال الكلاميه من اهم النظريات في التداوليه التي ارسى دعائمها اوستن، موكدا اننا حين نتلفظ بجمله ما، نقوم بثلاثه افعال: فعل القول والفعل المتضمن في القول والفعل التاثيري. وقسّم الافعال الى الحكميات والتنفيذيات والوعديات والعرضيات والتعبيريات، والاخيره تدل على اراده المتكلم للتعبير عن مشاعره وخلجاته النفسيّه. يقوم هذا البحث بدراسه اسلوب التمني (ليت نموذجا) في ضوء الافعال الكلاميه التعبيريه بالاعتماد على المنهج الوصفي التحليلي؛ بغيه ادراك مدى تحقق الفعل الكلامي في التمني. وتكمن اهميه البحث وضرورته في الكشف عن الانفعالات النفسيه لدى الاشخاص وكيفيه التعبير عنها باسلوب التمني، ومدى توفر شروط الملاءمه في تحقق الفعل الكلامي(ليت). واهم ما توصّل اليه البحث ان شروط الملاءمه لم تكتمل عند اوستن وسيرل؛ ولذلك يمكن ان يضاف اليها شرطا الزمان والمكان. اما التمني في القرآن الكريم فهو يتعلق بمواقف الدنيا عند المومنين وغيرهم، وتتجلّى قوته الانجازيه في اظهار التوبه والندامه والتحسر على فوات الفرصه، والاسترحام والاستغفار، وخوف الفتنه والانكار، والتلهف والتاسف، كما انه يتوافر في مواقف القيامه؛ للتعبير عن الانفعالات النفسيه للظالمين والكفار؛ لما عاينوا من اهوال القيامه ونار الجحيم؛ مما ادى الى ان يعتريهم خوف ورهب، واظهار الندامه تاثيرا على المخاطب؛ ليتخلّصوا من الواقع الاليم. اما شروط الملاءمه فقد توفرت في كثير من كلام المتكلمين الا ان شرطي الزمان والمكان لم يتحققا في جميع المواقف؛ مما ادى الى اخفاق الفعل الكلامي في التمني، وذلك في تمني الكفار والظالمين يوم القيامه في ما يرتبط بالعوده الى الدنيا وتعويض ما فاتهم من عمل الصالحات والخيرات.