استخدام الرموز واغراضها في مجموعه سرنمات القصصيّه لوليد النبهانيّ

يُعتَبر استخدام الرمز من ابرز المظاهر الفنيّه في القصّه القصيره جدّاً التي تساعد في تكثيف الحدث والموضوع، وتجعلها ذات فاعليه في عمليه تثقيف المتلقّي ودفعه للمشاركه في عمليه السرد. ولقد وظّف القاصّ العماني هذه الظاهره من اجل الوصول الي اهدافه الثقافيّه والاجتماعيّه. تهدف هذه الدراسه الي الوقوف علي التجربه القصصيّه العمانيه ممثّله بتجربه الكاتب وليد النبهاني، وذلك للتعرّف علي كيفيّه توظيف الكاتب للرموز توظيفاً فكرياً وجمالياً؛ بدءاً بدلالات العنوان الغامض، وتوظيفه للنصوص المثيره الملغّزه ذات التاويلات المختلفه؛ من اجل تفعيل ثقافه القرّاء عن طريق فكّ الرموز والشفرات. وانّ انتهاج مبدا الرمزيّه كوسيله واستخدم رموز متنوّعه يشكّل تحدّياً للقارئ. كما تسعي هذه الدراسه الي التعرّف علي مقاصد الكاتب من وراء اختيار موضوعاته القصصيّه وعرضها بصوره رمزيه في قالب القصّه القصيره جدّاً. ولقد اعتمدنا في الدراسه المنهج الوصفي التحليلي المناسب للجنس الادبي. واخيراً، تبيّن لنا انّ الرموز التي وظّفها القاصّ كان لها تاثير فعّال في التكثيف؛ امّا بالتعبير الرمزي الشامل الذي ياخذ مساحه العمل القصصي كلّها، او بالتعبير الرمزي الجزئي علي شكل لمسه فنيّه مركّزه. ولجوء القاصّ الي استخدام انواع مختلفه من الرموز الطبيعيه والدينيه والتاريخيه، كان بحثاً عن مضامين واشكال تكون معادلاً موضوعيّاً لما يختزنه فكره. كما ثبت لنا انّ الكاتب استطاع ان يستخدم هذا الجنس الادبي المغلّف بالرمزيّه بمقصديّه ماهره للوصول الي اهدافه، وبثّ رواه الانتقاديه؛ فهو يحارب الخرافات والمعتقدات الباليه، ويحثّ الادباء والنُّقّاد علي الاهتمام بالانواع الادبيه المختلفه. كما يُسلّط الضوء علي الفساد الاقتصادي والظلم الاجتماعي المتفشّي، ويعارض الانظمه السياسيه المستبدّه. هذا الي جانب دعوته للجيل الجديد للتعرّف علي التراث العماني والمحافظه علي ميراث الاجداد.