استقصاء الممتنع وفلسفة الامتناع في خطب نهج‌البلاغة

استفاد الامام علي بن ابي طالب عليه السلام في نهج البلاغة من الفنون البيانية المتعددة لتجسيد المفاهيم المعنية حسب مقتضي الظاهر وعقلية المتلقي؛ فالامتناع من اهمّ التقنيات التي وظّفها الامام (ع) في نصه الديني؛ الفن الذي يستفاد منه حينما جزم المتكلم علي امر وقطعَ بانتفاء الشيء، فالاداة التي يستعين بها المتكلم لايصال المقصود تتراوح علي العموم بين (ان، لو ولولا جازمتين وغير جازمتين). وتقصّي خطب نهج البلاغة من هذا المنظور يدعونا الي الاعتقاد بانّ الامتناع ببعده الحجاجي الرّصين جاء لتجسيد مختلف الموضوعات متراوحاً بين امتناع الله وامتناع الامام وامتناع الملائكة. علي ضوء حضور مكثّف لاشكال الامتناع في بنية نص نهج البلاغة ودور هذا الاسلوب البياني في الرسالة الّتي يريد صاحب النص ايصالها الي القارئ واهميته في فهم نهج البلاغة، تتعاطي هذه المقالة بمنهجها الوصفي التحليلي موضوع الامتناع في خطب هذا الكتاب القيّم. من المستنبط انّ اشارة الامام علي (ع) الي عدد لاباس به من الامتناع انتهي الي تنوير ذهن المتلقي تجاه الموضوعات العديدة دينية كانت او غير دينية، ثم انّ ما يمكن ان نستشفّه من دراسة الموضوع هو انّ الخطبة القاصعة هي اكثر خطبة توظيفاً للامتناع، هذا وانّ الامتناع الصادر من الله تعالي مرتبط في الكثير بالانبياء والبيت الحرام.