القراءة الحداثية العربية للنص الديني (محمد اركون ونصر حامد ابو زيد نموذجًا)

يتناول هذا البحث خطاب كل من نصر حامد ابي زيد، ومحمد اركون، للنص الديني، والسبل المثلى لقراءته، وتلمس التمايزات بين خطابهما، والعقبات التي تواجه هذا الخطاب في سياق سعيه لصياغة وسائل جديدة في التعامل مع النص القرآني، وطرق فهمه، والوقوف على ابرز المقولات والمبادئ التي تعرض لها هذا الخطاب من نقد ومساءلة، عبر التركيز على النقاط المتعلقة بقراءة النص القرآني، واسلوب التعامل معه، تفسيرًا وتاويلا. انطلقت معالجة اركون وابي زيد في قراءتهما للنص الديني من منهج القراءة النقدية التاريخية والتاويلية لتبيان تاريخيته، والكشف عن حدود مجاله المرجعي، من جهة، وتقويض قداسته وبنيته الوثوقية كذلك، ولفسح المجال امام القيم الانسانية التحديثية بوصفها من اهم شروط الانتماء الى العصر والاندماج في المنظومة الكونية من جهة اخرى، حيث اخضع اركون النص الديني ووضعه على محك النقد التاريخي والابستمولوجي للوصول الى توحيد الوعي الاسلامي، واخراجه من العقلية المذهبية التي تنتمي الى الفضاء القروسطي، في حين اخضع ابو زيد النص الديني لمحك العقل وقراءته قراءة تاريخية، معتبرًا الواقع هو المدخل الحقيقي لفهم النص، وذلك لفتح باب الاجتهاد، في الاصول والعقائد كما هو في الاحكام والتشريعات. وبهذا فان ما تهدف اليه القراءة المنسوبة الى الحداثة، ممثلة باركون وابي زيد، هو اقصاء الاستخدام اللاهوني والايديولوجي للتاريخ للوصول الى مقولة التفسير التاريخي للنص الديني.