تصميم مقياس الافكار اللاعقلانية للمتاخرين دراسياً

ان الاهتمام بالمنحى المعرفي على العموم والمنحى العقلاني الانفعالي بالخصوص قد تبلور في ظل الدراسات التي اكدت على العلاقة بين طريقة تفكير الفرد وما ينجزه، منها دراسات البرت باندورا Albert Bandura التي توصل من خلالها الى ان الافراد الذين يعتقدون انهم يستطيعون تادية بعض المهمات بشكل جيد يميلون الى تاديتها بشكل افضل(نايف سالم الطراونة،2005، ص 3).ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺴﺎس ﺘوﻟد اﻻﺘﺠﺎﻩ اﻟﻤﻌرﻓﻲ اﻟذي ﯿﻘوم ﻋﻠﻰ اﻋﺎدة ﺘﺸﻛﯿل اﻟﺒﻨﯿﺔ اﻟﻤﻌرﻓﯿﺔ ﻟﻠﻤرﯿض ﻤن ﺨﻼل ﻤﺠﻤوﻋﺔ ﻤن اﻟﻤﺒﺎدئ و اﻹﺠراءات اﻟﺘﻲ ﺘﻘوم ﻋﻠﻰ ان اﻟﻌواﻤل اﻟﻤﻌرﻓﯿﺔ ﺘوﺜر ﻓﻲ اﻟﺴﻠوك، و ﻤـن ﺜم ﻓﺈن ﺘﻐﯿﯿرﻫﺎ ﺴﯿﺘرﺘب ﻋﻠﯿﻪ ﺒﻼ ﺸك ﺘﻐﯿر ﻓﻲ ﺴﻠوك اﻟﻤﻔﺤـوص (ﻤﺤﻤد ﻤﺤروس اﻟﺸﻨﺎوي و ﻤﺤﻤد اﻟﺴﯿد ﻋﺒد اﻟرﺤﻤﺎن، 1998، ص 212). وﻓﻘﺎ ﻟﻠطرح اﻟﺴﺎﺒق ﺘﺄﺘﻲ ﻨظرﯿﺔ اﻹرﺸﺎد اﻟﻌﻘﻼﻨﻲ اﻻﻨﻔﻌﺎﻟﻲ اﻟﻤﻌروﻓﺔ ﺒﻨظرﯿﺔABC و ﯿﻌﺘﺒر اﻟﺒرت اﻟﯿس ﻫو راﺌدﻫﺎ، ﺤﯿث ﺘﻨﺘﻤﻲ ﻫذﻩ اﻟﻨظرﯿﺔ ﻓـﻲ اطـﺎرﻫﺎ اﻟﻌﺎم اﻟﻰ اﻟﻤﻨـﺤﻰ اﻟﻤﻌرﻓـﻲ، و ﺘﻘوم ﻋﻠﻰ اﻓﺘراض ان اﻟﻤﺸﻛﻼت اﻟﻨﻔﺴﯿﺔ اﻨﻤﺎ ﺘﻨﺸﺄ ﻋن اﻨﻤﺎط ﺨﺎطﺌﺔ او ﻏﯿر ﻤﻨطﻘﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻔﻛﯿـر، ﺤﯿث ﺘﻤﺜل A اﻟﺤدث اﻟﻤﻨﺸط و ﺘﻤﺜل B اﻷﻓﻛﺎر اﻟﺘﻲ ﯿﻘوﻟﻬﺎ اﻟﻔرد ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺤول اﻟﺤدث اﻟﻤﻨﺸط و ﺘﻤﺜل C رد اﻟﻔﻌل اﻟﺴوي او ﻏﯿر اﻟﺴوي. و ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﺘواﻟت ﻋدﯿد اﻟدراﺴﺎت اﻟﺘﻲ ﺘﺘﺒﻨﻰ ﻫذا اﻟﻤﻨﺤﻰ ﻤن اﺠل اﻟﺘﺼدي ﻟﻌدﯿد اﻟﻤﺸﻛﻼت اﻟﻨﻔﺴﯿﺔ و اﻟﺴﻠوﻛﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﯿﻌﺎﻨﻲ ﻤﻨﻬﺎ ﻓﺌﺎت ﻋدﯿدة ﻤن اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ و ﻤن ﻫذﻩ اﻟﻔﺌﺎت ﻨﺠد ﻓﺌﺔ اﻟﻤﺘﺄﺨرﯿن دراﺴﯿﺎ اﻟﺘﻲ ﺘﻠﻘﻰ اﻫﺘﻤﺎﻤﺎ ﺨﺎﺼﺎ ﻤن اﻟﻘﺎﺌﻤﯿن ﻋﻠﻰ اﻟﺸوون اﻟﺘرﺒوﯿﺔ، ﻷن ﻛل ﺘﻠﻤﯿذ ﻤﺘﺄﺨر دراﺴﯿﺎ ﯿﺸﻛل ﻨوﻋﺎ ﻤن اﻨواع اﻟﻔﺎﻗد اﻟﺘﻌﻠﯿﻤﻲ اﻟذي ﯿوﺜر ﺒﺎﻟﺴﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻤو اﻟﺤﻀﺎري و اﻟﻤﺴﺘوى اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﺤﺘﻰ ٕو ان ﻛﺎن ذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﻤدى اﻟﺒﻌﯿد. و ﯿﺒدو ان ﻤﺸﻛﻠﺔ اﻟﺘﺄﺨر اﻟدراﺴﻲ ﺘﻐدو اﻛﺜر ﺨطورة ﻷﻨﻬﺎ اﺼﺒﺤت ﺘﻬدد ﻓﺌﺔ ﻻ ﺒﺄس ﺒﻬﺎ ﻤن اﻟﻤوﻫوﺒﯿن، ﻫذﻩ اﻟﻔﺌﺔ اﻟﺘﻲ ﺒﻼ ﺸك ﯿﻌول ﻋﻠﯿﻬﺎ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻛﺜﯿرا ﻓﻲ رﻫﺎﻨﺎت اﻟﺒﻘﺎء و اﻟﺘطور. ﻤﻤﺎ ﺴﺒق ﯿﺒدو ﺠﻠﯿﺎ اﻫﻤﯿﺔ اﻟﺒﺤث ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻤﺠﺎل ﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﺘﺒﺎع و ﺘطوﯿر اﺴﺎﻟﯿب ﺘﻛﺸف ﻋن اﻟﻤﺘﺄﺨرﯿن دراﺴﯿﺎ و ﺘﺒﺤث ﻓﻲ اﻻﺴﺘراﺘﯿﺠﯿﺎت اﻟﺘﻲ ﯿﻤﻛن ﺘﺒﻨﯿﻬﺎ ﻤن اﺠل ﻤﺘﺎﺒﻌﺔ ﻫوﻻء ﻤن اﻟﻨﺎﺤﯿﺔ اﻟﺘﻌﻠﯿﻤﯿﺔ و اﻟﻨﻔﺴﯿﺔ. ﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر ﺘﺄﺘﻲ اﻟدراﺴﺔ اﻟﺤﺎﻟﯿﺔ ﻓﻲ ﻤﺤﺎوﻟﺔ ﻟﺘﺤدﯿد ﻤﺠﻤل اﻷﻓﻛﺎر اﻟﺘﻲ ﯿﻌﺎﻨﻲ ﻤﻨﻬﺎ ﻫوﻻء اﻟﻤﺘﺄﺨرﯿن دراﺴﯿﺎ و ذﻟك ﻤــن ﺨﻼل ﺒﻨﺎء اﺨﺘﺒﺎر ﯿﺴﺘﻨــد اﻟﻰ اﻟﻨظرﯿﺔ اﻟﻌﻘﻼﻨﯿﺔ اﻻﻨﻔﻌﺎﻟﯿﺔ، ﻬدف ﺒﺎﻷﺴﺎس اﻟﻰ ﺘﺤدﯿد و ﺘﻘدﯿر اﻷﻓﻛﺎر اﻟﻼﻋﻘﻼﻨﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﻌﺎﻨﻲ ﻤﻨﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟﻔﺌﺔ ﻤن اﻟﺘﻼﻤﯿذ.