المعنى والتشكيل النصي دراسة في شعر ادونيس

ينبني فعل القصيدة من فاعلية مكوناتها شعريا، ويتسق عمل هذه المكونات مع المعنى الذي يرشح للتماسك، ويدفع الى تشعب انتاج البنى الشعرية التي تتعالق معه، سواء فوق سطوح العبارات او بين طيات العلاقات، وبما يتراءى منها الوحدة الكلية المتماهية مع تجربة ذهنية او شعورية متلابسة مع مفردات التشكيل تكوينا ووظيفة، اي فاعلية الترابط بينهما. وعندما تتصاعد درجة التناغم بينهما تتحقق وجودية القصيدة او كينونتها الكاملة. وﻻ ﯿﻨﺤﺼر اﻟﻤﻌﻨﻰ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﺤدود ﻋﻼﻗﺔ اﻟدال ﺒﺎﻟﻤدﻟول، ﺒل ﯿﻀﺎف اﻟﯿﻪ ﻤﺎ ﯿﺘﺠﻠﻰ ﻓﻲ اﻟروﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﯿﺘﺨﻠق اﻟﺘﺸﻛﯿل ﻓﻲ ﻀوﺌﻬﺎ، ﻓﺘﺘراوح ﻀﻤن ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻤﺎ ﻗﺒل ﻤرة واﻟﻤﺘزاﻤﻨﺔ اﺨرى. ﻟﻛن اﻟﻤﻬم ﻫﻨﺎ اﻟﺘﺼﺎﻫر اﻟﺤﺎﺼل ﺒﯿن اﻻﺜﻨﺘﯿن، وﻫو اﻤر ﻗد ﻻ ﯿﺒدو ﺠدﯿدا، ﻟﻛﻨﻪ ﺒﺎﻟﺘﺄﻛﯿد- دال ﻋﻠﻰ ﻗدرة ﺘﻛوﯿﻨﯿﺔ ﻋﺎﻟﯿﺔ ﻗد ﻻ ﯿﺘواﻓر ﻋﻠﯿﻬﺎ اﻻ ﻤن ﺘﺤﺼل ﻋﻠﻰ ادوات ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ان ﺘﻨﻬض ﺒﺎﻟروﯿﺔ اﻟﺸﻌرﯿﺔ ﻤن اﻟﻛﻤون اﻟﻰ اﻟﺘﺠﻠﻲ ﺒﻔﺎﻋﻠﯿﺔ ﻤﺘﺼﻠﺔ ﺒﺎﻟﻛون واﻟﺤﯿﺎة. وٕاذا ﻛﺎﻨت اﻟﺤداﺜﺔ ﺘﺼور ﻟﺤظﺔ اﻟﻘﺒض ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺘﺤرك، ﻓﺈن اﻟﺸﺎﻋر ﯿرﺼد ﺤرﻛﺔ اﻟﻛون واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﻟﺤظﺎت اﻟﺘﻨﺎﻤﻲ واﻟﺘﻨﺎﻗض؛ ﻟﯿﻛﺸف ﺒوﺴﺎطﺘﻬﺎ ﻋن وﻋﯿﻪ ﻓﻲ اﻟﺘﺄﻟﯿف، ﻛﻲ ﺘﺼﺒﺢ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﯿﻨﻬﻤﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﻀرورﯿﺔ ﺘﺘﺼﺎﻋد ﻓﻲ اﻻوﻟﻰ وﺘﺨﻠق ﻋﻨﺼرا ﺜﺎﻟﺜﺎ، ﺒﺎﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﻬﯿﻐﻠﻲ، ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻨﯿﺔ. وﻗد ﺠﺎءت ﻫذﻩ اﻟﻤﻌﺎﻨﻲ واﻀﺤﺔ ﻓﻲ ﺸﻌر ادوﻨﯿس، وﺒﻤﺎ ﯿﺘﯿﺢ ﻤﺴﺎﺤﺔ ﻟﻠﺘﺤرك ﺒوﺤﻲ ﻤن ﺤﯿوﯿﺔ اﻟﺒﻨﺎء ﺒﻤﻌﻨﺎﻩ اﻟﺘﻛﺎﻤﻠﻲ. اﻷﻤر اﻟذي ﯿﻔﻀﻲ اﻟﻰ اﻗرار اطرادﻩ ﻓﻲ ﺘﺠرﺒﺘﻪ اﻟﺸﻌرﯿﺔ ﻓﻲ اطﺎرﻫﺎ اﻟﻐﺎﻟب.