رمز الطبيعة في شعر المقاومة لدي بلند الحيدري

انّ ﻤن اﺒرز اﻟﺘﻘﻨﯿﺎت اﻟﻔﻨﯿّﺔ اﻟﺘﻲ ﯿُﺴﺘﺨدم ﻓﻲ اﻟﺸﻌر اﻟﻌرﺒﻲ اﻟﺤدﯿث ﻫﻲ اﻟرﻤزﯿّﺔ، اﻟﺸﻌر اﻟﻌرﺒﻲ اﻟﺤدﯿث وﺨﺎﺼﺔ ﺸﻌر اﻟﻤﻘﺎوﻤﺔ ﻤﻤﻠوء ﺒﺎﻟرﻤوز وﻫذا ﯿرﺠﻊ اﻟﯽ اﺴﺒﺎب ﻋدﯿدة ﻛﺎﻟﻛﺒت اﻟﺴﯿﺎﺴﻲ وﺘﺠﺴﯿد اﻟﻤﻌﺎﻨﻲ واﻷﺤﺎﺴﯿس وﺘﻌﻤﯿﻘﻬﺎ وﻤﺸﺎ رﻛﺔ اﻟﻤﺘﻠﻘّﻲ ﻓﻲ ﻓﻛر اﻟﺸﺎﻋر واﺤﺎﺴﯿﺴﻪ. ﺒﻌد اﺤﺘﻼل اﻟﺒﻼد اﻟﻌرﺒﯿﺔ ﻋﻠﯽ ﯿد اﻟﻐرب وازدﻫﺎر ادب اﻟﻤﻘﺎوﻤﺔ وﺘﻌرّف اﻟﺸﻌراء واﻟﻛﺘّﺎب اﻟﻌرب ﻋﻠﯽ اﻟﻤدرﺴﺔ اﻟرﻤزﯿّﺔ، ﻛﺜر اﺴﺘﺨدام اﻟرﻤوز ﻓﻲ ادب اﻟﻤﻘﺎوﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻌرﺒﻲ. ﻫذا اﻟﻤﻘﺎل ﯿﺘطرّق اﻟﯽ دراﺴﺔ اﻟرﻤوز اﻟطﺒﯿﻌﯿّﺔ ﻓﻲ ﺸﻌر اﻟﻤﻘﺎوﻤﺔ ﻟﻠﺸﺎﻋر اﻟﻤﻌﺎﺼر ﺒﻠﻨد اﻟﺤﯿدري. ﺒﻠﻨد اﻟﺤﯿدري ﯿﺘﻛﻠّم ﻓﻲ اﻛﺜر اﺸﻌﺎرﻩ ﻋن اﻟوطن واﻟﻤﻘﺎوﻤﺔ واﻟﺜورة اﻤﺎم اﻟﻤﺤﺘﻠّﯿن واﻟظﺎﻟﻤﯿن ﺤﺘّﯽ اﻟوﺼول اﻟﯽ اﻟﺤرﯿّﺔ واﻟﻛراﻤﺔ. وﻫو ﯿوظّف اﻟﻌﻨﺎﺼر اﻟطﺒﯿﻌﯿّﺔ رﻤزا ﻟﻤﺎ ﯿرﯿد ﺘﻌﺒﯿرﻩ ﻓﯿﻐطّﻲ اﻟﻤﻌﺎﻨﻲ واﻟﻌواطف ﻓﻲ ﺴﺘﺎر رﻤوز اﻟطﺒﯿﻌﺔ وﯿﻨﻘﻠﻬﺎ اﻟﯽ اﻟﻤﺘﻠّﻘﻲ. ﻓﻬو ﯿﻨﺸد ﺸﻌرﻩ اﻟﻤﻘﺎوم ﺤو ل اﻟﻤﻀﺎﻤﯿن اﻷﺼﻠﯿﺔ ﻟﻠﻤﻘﺎوﻤﺔ ﯿﻌﻨﻲ اﻻﺤﺘﻼل واﻟﻐﺼب واﻟظﻠم واﻟﺜورة واﻟﺤرﯿّﺔ. وﯿرﻤز ﺒﺎﻟﻌﻨﺎﺼر اﻟﺴﻠﺒﯿّﺔ ﻤﺜل اﻟذﺌب واﻟﺒرد اﻟﯽ اﻟﻐﺼب واﻟظﻠم وﺒﺎﻟﻌﻨﺎﺼر اﻹﯿﺠﺎﺒﯿّﺔ ﻤﺜل اﻟرﺒﯿﻊ واﻟﺸﻤس اﻟﯽ اﻟﺜورة واﻟﺤرﯿّﺔ. ﯿﻌطﻲ اﻟﺸﺎﻋر ﻟﻬذﻩ اﻟﻌﻨﺎﺼر ﻤﻌﺎﻨﻲ ودﻻﻻت ﺠدﯿدة ﻏﯿر دﻻﻻﺘﻬﺎ اﻟﻤﻌﺠﻤﯿّﺔ ﻓﻬذا ﯿﺼوﻨﻪ ﻤن ﺨطر اﻟﺴﺠن واﻻﻏﺘﯿﺎل واﻷذي واﯿﻀﺎ ﯿﺸﺎرك اﻟﻤﺘﻠﻘّﻲ ﻓﻲ ﻤﺎ ﯿﻔﻛر اﻟﺸﺎﻋر وﯿﺤﺴّﻪ ﺤول اﻟوطن وآﻻﻤﻪ. ﻗد اﻋﺘﻤد ﻫذا اﻟﺒﺤث ﻋﻠﯽ اﻟﻤﻨﻬﺞ اﻟوﺼﻔﻲ اﻟﺘﺤﻠﯿﻠﻲ وﯿﺤﻠّل دﻻﻻت اﻟرﻤوز وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌرﺒﯿّﺔ اﻹﺴﻼﻤﯿﺔ وﺴﻤﺎت اﻟﻌﻨﺎﺼر اﻟطﺒﯿﻌﯿﺔ.