العنف ضد النساء في المسلسلات التلفزيونية

ان مشكلة العنف المنتشرة في المجتمعات هي مشكلة تاريخية واجتماعية قديمة جداً تكاد تكون مع بدايات وجود الانسان، ان ما يهمنا في بحثنا هو كشف الاسباب والاثار المترتبة على العنف وتسليط الضوء على الممارسين للعنف من الفئات العمرية المختلفة. لقد اصبح العنف ثقافة عامة تمارس في جميع ميادين الحياة الاجتماعية وخاصة في البيوت والموسسات العامة والخاصة وفي وسائل الاعلام. واخذ يفرز مآس وكوارث لها آثار مادية ومعنوية وخيمة على الفرد والمجتمع دون التوصل الى دوافعه الحقيقية المعلنة والمسكوت عنها وهي التخلف والفقر والاستبداد والاستغلال والاضطهاد التي لا تريد رفع مستوى الوعي والاجتماعي والثقافي في البلدان ولا تسمح بتطبيق اي هامش من الحرية والديمقراطية. ان ﻤن اﻫم اﻟﺨطوات ﻟﻠوﻗوف اﻤﺎم اﻟﻌﻨف ﺘﺒدا ﺒوﻋﯿﻨﺎ ﺒﺨطورة ﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﻨف واﻟﺘرﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﯿﻨﺒت ﻓﯿﻬﺎ ﻷﻨﻪ ﯿﻤﺜل ﻋودة اﻻﻨﺴﺎن اﻟﻰ ﺤﺎﻟﺘﻪ اﻟﺒداﺌﯿﺔ اﻻوﻟﻰ. اذ ان اﺤد اﻟﺨﺼﺎﺌص اﻻﺴﺎﺴﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﻤﯿز ﻛل ﺤﻀﺎرة ﻤن ﻏﯿرﻫﺎ ﻫﻲ اﻟطرﯿﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺘﺴﺘطﯿﻊ ﺒﻬﺎ ﺘﻨظﯿم اﻟﺴﻠوك اﻟﻌدواﻨﻲ ﻛطﺎﻗﺔ ﺘﻬذﯿﺒﯿﺔ ﻋن طرﯿق ﺘﻌﻠﯿم اﻓرادﻫﺎ ﻛﯿف وﻤﺘﻰ ﯿﺴﺘطﯿﻌون ﻛﺒﺢ ﺠﻤﺎح ﻋدواﻨﯿﺘﻬم وﻤﻊ ذﻟك ﻓﺎﻟﻌﻨف ﻻ ﯿﺤدث اﻻ ﻋﻨدﻤﺎ ﻻ ﺘﺴﺘﺠﯿب اﻟﻤوﺴﺴﺎت اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ واﻟﺴﯿﺎﺴﯿﺔ ﻟﻤﺼﺎﻟﺢ اﻻﻨﺴﺎن، اﻟﺘﻲ ﯿراﻫﺎ ﺤﻘوﻗﺎً ﻤﺸروﻋﺔ ﻟﻪ وﻋﻨدﻤﺎ ﻻ ﯿﺴﺘطﯿﻊ ان ﯿﻌﺒر ﻋن ذاﺘﻪ واراءﻩ وﻋﻘﺎﺌدﻩ ﺒﺎﻟطرﯿﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﯿراﻫﺎ ﺼﺤﯿﺤﺔ.