دور منظمات المجتمع المدني في تدعيم الرعاية الاجتماعية - الخدمات والبرامج الموجهة للمسنين انموذجاً و روية نظرية و ملامح تطويرية

حرصت المجتمعات المدنية على اختلاف ايديولوجياتها وتخصصاتها على العناية بتوظيف الرعاية الاجتماعية بما يتناسب مع طبيعة التخصص الذي ينتمي اليه، وقد وجدت الرعاية الاجتماعية منذ وجود الانسان، اذ كانت المُساعَدَة المتبادلة بين الناس في حل مشاكلهم الشخصية والعامة جزءاً من حياتهم اليومية، وهي نظام لاحداث التغير، اذ يحتوي هذا النظام على العديد من الوظائف والخدمات التي تقابل الاحتياجات الاجتماعية فضلاً عما توفره منظمات المجتمع المختلفة لاسيما منظمات المجتمع المدني التي تهدف الى تامين مستوى مناسب من العيش لكافة افراد المجتمع وشرائحه ومنهم كبار السن لما تحققه من توازن واستقرار الاجتماعي، وهذا يعني انَّ مسوولية الرعاية المعاصرة اصبحت مسوولية المجتمع سواء اكان في شكل منظماته الاجتماعية الحكومية/الرسمية او المنظمات غير الرسمية التي تعمل جنباً الى جنب على توفير الرعاية الاجتماعية لافراد المجتمع. اذ تعد فئة المسنين احدى فئات التربية الخاصة التي اخذت تتزايد نسبتها في الآونة الاخيرة الامر الذي بدا يورِّق المختصين عن كيفية التعامل مع اضطراباتهم واوضاعهم، وهذا ما لمسناه في المجتمع العراقي بعد سقوط النظام عام 2003 والتحول الديمقراطي الذي اتاح للتنظيمات غير الرسمية ان تاخذ دورها في تعزيز الرعاية الاجتماعية لهذه الشريحة عن طريق برامجها وانشطتها المختلفة التي تسعى الى رعايتهم والتخفيف من معاناتهم وايجاد الحلول الناجعة لمشكلاتهم الاجتماعية .