ادارة الازمــات والشفــافيــة الاداريــة

تعتبر الازمة ظاهرة ادارية غير مستقرة تصيب المنظمات او الدول وتودي الى ظهور نتائج غير محسوبة قد تهدد وجودها واستمرارها، وقدرة متخذ القرار على ادارة الازمة من خلال استخدام ادوات عملية وادارية وتقانية حديثة مختلفة تجعل من الازمة فرصة يستفاد منها او تهديد ضرورة معالجته . ولما كانت لغة العصر الحالي هي لغة استقراء المستقبل بغية ان نتلمس منه قبل قدومه ما يعين على مواجهته باعلى درجة من الكفاءة والفاعلية فلقد كان من الضروري وجود قيادة تمتلك مهارات ادارة الازمة، وتمتلك القدرات التي تمكنها من تجاوز التحديات الاساسية للازمة وهي المفاجاة والتهديد والسرعة والغموض.وتتركز مشكلة البحث في ان المتابع للازمات التي تتعرض لها الموسسات العامة او الخاصة يلاحظ تشابها كبيرا في اسباب تلك الازمات او وجود انماط متكررة في اساليب مواجهتها، علاوة على عجز شبه كامل عن التعلم من بعض الازمات، وتراكم دروس مستفادة يمكن الاستفادة منها في تجنب الازمات والوقاية منها، وهو ما يتطلب وجود الشفافية الادارية كاحد الكوابح الرئيسية التي يمكن ان تحد بشكل كبير من الازمات، كما يمكن ان تكون احد وسائل التنبو بالازمات قبل حدوثها.وتقوم هذه الدراسة بالاساس على فرضية مفادها، وجود علاقة عكسية بين ادارة الازمة والشفافية الادارية، اي كلما زادت موشرات الشفافية الادارية في المنظمة قلت امكانية حدوث الازمات والعكس صحيح.والعولمة وشبكة الاتصالات جعلت العالم قرية صغيرة، مما جعل من تاثير الازمات تاثير فوري وعابر للحدود، وهو ما يتطلب اتخاذ اجراءات سريعة وفعالة في معالجة الازمات. وهو ما فرض على القائمين على المنظمات او الدول الاعلان الفوري عن الازمات ، وتبيان خطورتها والاضرار التي قد تنشا عنها بشكل شفاف وديمقراطي، بهدف محاولة احتواء الازمة وتفتيتها، واتخاذ اجراءات سريعة وغير تقليدية في معالجتها ، ومن ثم استيعاب نتائجها والاعتراف باسبابها ثم معالجة افرازاتها بالشكل الذي يودي الى التقليل من مخاطرها.خلصت الدراسة الى ان هناك علاقة بين ادارة الازمات والشفافية الادارية ، فكلما زادت درجة الشفافية والمشاركة في ادارة الشوون العامة في بلد ما ، قلت الازمات وارتفعت معدلات النمو والتنمية. وتعد الشفافية في اعمال الادارة الطريق الى التنبو بالازمات، فالمصلحة العامة وحقوق الافراد وحرياتهم لا تتحقق على نحو دائم وصحيح مع مبدا المشروعية الا في ظل مبدا عام للشفافية يسود كافة انشطة الشركات والمنظمات وجهازها الاداري. والادارة بالشفافية احد الشروط والمقومات الاساسية للتنمية الشاملة والمستدامة من اجل ترسيخ قواعد الحكم الراشد.