روية الماغوط حول الموت و انعدام الذات

الموت هذه الظاهرة المولمة والقاضية على حياة الفرد وهادمة اللذات، قد عولجت من قبل الشعراء المعاصرين الذين يعانون من نكد الحياة وجشوبة العيش ومرارة الازمات، فانعكس ذلك جليا في اشعارهم واخذ حيزا واسعة من قصائدهم. من اولئك الشعراء في هذا المضمار هو الشاعر المعاصر السوري محمد الماغوط الذي طالما يذكر الموت و الفناء للفرد والمجتمع في عبارات متعددة و مضامين شتي؛ لانه كان يعاني من مضض الحياة وتدهور الامور على الصعيد الفردي والاجتماعي؛ لان المجتمع الذي يعيش فيه اصبح ميتا فاقد الحركة والنشاط والمقاومة. جاءت هذا المقالة لتبين مدى روية الشاعر حول ظاهرة الموت، منها الموت الصريح المتمثل في القتل وهدم الذات والتشريد والدمار والموت الضمني، المتمثل في فقدان الحركة والحيوية في المجتمع اللذين من خلال هذه الروية حاول الشاعر بث افكاره في هذا المجال وهي رموز ساغها الشاعر بنزعية رمزية قائمة على اسس منطقية.