صورة من التعايش الاسلامي المسيحي في صدر الاسلام المصاهرات انموذجاً

ان من اهم المقاصد الدنيوية للديانات السماوية كافة هي ان يعيش الانسان بسلام وامان وحرية تكفل له القيام بمهامه في اعمار الارض، وسنة الله في الكون ان خلق البشر مختلفين اجناس وطبائع وامم، والاسلام كدين سماوي لم يلغ الآخر او المختلف معه فكراً وعقيدة، فليس على المسلم ان يجبر الآخرين على الدخول في الاسلام، وكل الذي عليه هو ان يعرض دعوته بالحكمة والموعظة الحسنة. ولما كان الاختلاف موجوداً بحكم الفطرة وعلى مقتضى سنن الله، وحرية الاعتقاد مكفولة في شرائعه، فانه تعالى لم يترك الناس على اختلافهم منعزلين منفصلين، بل اوجد جسوراً للتواصل بينهم من اجل استكمال مسيرة الحياة بسلام وامان، ومن اهم سبل التواصل والترابط التي تجمع بين الناس هي المصاهرة - موضوع البحث. فقد اباح الاسلام الزواج من ابناء الديانات السماوية الاخرى، وسوف نركز في هذا البحث على اواصر المصاهرة التي قامت بين المسلمين والمسيحيين ودورها في اشاعة روح التسامح والتعايش الذي ساد المجتمع العربي الاسلامي في صدر الاسلام بعيداً عن روح التطرف والتعصب الاعمى الذي ترفضه الاديان السماوية كافة.