دور العامل السياسي في انتشار المذاهب و العقائد في التاريخ الاسلامي - المذهب الاشعري نموذجا -

سنحاول من خلال هذه الدراسة تتبع الاثر السياسي في انتشار المذاهب و العقائد في التاريخ الاسلامي من خلال انتشار المذهب الاشعري و سيادته في العالم الاسلامي كمذهب رسمي للعديد من الدول الاسلامية ، و تبيُن حقيقة دور العامل السياسي الذي غالبا ما يكون عاملا اساسيا بل و حاسما احيانا اخرى لا سيما اذا تحالف الدور السياسي مع الدور العملي ، فتدخل السياسيين في الصراعات المذهبية – عبر التاريخ الاسلامي - لم يكن بشكل عفوي، بل كان مقصودا لتمذهبم وربما تعصبهم، او لمصالح سياسية ومطامع سلطوية، وكانوا بتدخلاتهم يحسمون جولة الصراع للطرف الموالي لهم مُستغلين سلطانهم ، بما يُحيطون به المذهب من التاييد السياسي و الرعاية العلمية، فالملك والدين توامان – كما يقول الغزالي - فالدين اصل والسلطان حارس، ومالا اصل له فمهدوم، وما لا حارس له فضائع