الدلالات الهامشية بين الدراسات التراثية و علم اللغة الحديث

اثبتت الدراسات الدلالية ان الالفاظ تبدا بالمعاني العرفية الوضعية، هدفها مجرد عملية التعليم او الابلاغ ثم مرّت عليها التطورات الدلالية لتكتسب الشحنات العاطفية الطافحة علي مخيلات فردية تحقق بها الوظيفة التاثيرية او البلاغية. ان الدلالات-اذا افترضناها في بنية دائرية- تتشكل من مجموعة الدوائر المتحدة المركز و المختلفة الحدود فمايتكّون منها اولاً يعتبر دلالات مركزية ثابتة تنتج في مقام الوضع وماتشكل هالة محيطة بالمعني المركزي من ظلال معنوية، تسمي دلالات هامشية من نتاج القيم التعبيرية و السياقية في مقام التخاطب. و اما الدلالات الهامشية فليست مفهوما مستحدثا بل وردت في الحقول التراثية الفقهية و الاصولية و خاصة البلاغية بتسميات مختلفة كـمعني­المعني او المعاني الثواني اوالتابعة اوالضمنية و هذه كلّها مرادفة لمصطلحات حديثة نحوالهامشية او الايحائية اوالانعكاسية اوالحافّة و مايهمنا في هذا المقال هو تقديم نماذج تنظيرية مايويد اقوال الفريقين مركّزا مسار البحث علي عدة محاور من تحديد مصطلحاتها و تعاريفها و انواعها ضمن الدراسات الدلالية قديماً و حديثاً ثم المقارنة و التحليل لاصدار النتائج. تجدر الاشارة الي ان الاختلاف في الروي التنظيرية، هو اختلاف تنوع لا تضاد يقوم علي التزايد في تبويب الدلالات و تعدد المصطلحات بحسب المناهج الفكرية المختلفة فحسب ولكن كلها تشترك في الميزات الاساسية للدلالات الهامشية كصلتها بالعناصر العاطفية و تبلورها ضمن السياقات المقالية و المقامية في مقام تخاطبي و ادائها بالوظيفة التاثيرية و اما المنهج المتبّع في هذا المقال فهو المنهج التوصيفي- التحليلي مستعيناً بالكتب و المقالات العلمية.