حقيقة العولمة بين عولمة الثقافة ونشر ثقافة الاستهلاك

ان من ابرز ما تدعو اليه العولمة هو توحيد القيم والعادات والسلوكات تحت ما يسمى بالعولمة الثقافية، التي اعتبرها الكثير من المهتمين بدراسة العولمة، اشدّ ابعاد العولمة خطرا، واكثرها فتكا بالشعوب، اذ تعمل العولمة الثقافية وبكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة على محو الخصوصية الثقافية للشعوب، ومنع الآخر من المحافظة على تميّزه الثقافي وطمس هويته للتحكم فيه. وللوصل الى غايتها، فان العولمة تستعمل السيطرة على وسائل الاعلام لتمرير ثقافة الاستهلاك ونشرها لدى الشباب، لتحويلهم الى فئة استهلاكية تفضل المتعة على المنفعة، مما يسهل السيطرة عليهم وتوجيههم بما يخدم مصالح واهداف العولمة. جاءت هذه الورقة البحثية، للوقوف على حقيقة العولمة، وآلياتها في نشر ثقافة الاستهلاك.