چكيده فارسي :
ظلت افريقية حتى منتصف القرن العشرين، مسرحاً للتنافس الاستعماري لعدد من الدول الاوروبية، التي سيطرت عليها واستغلت مواردها المختلفة، وشهد بداية عقد الستينات استقلال 15 دولة، ثم ازداد هذا العدد الى ان استقلت معظم دول القارة. منذ استقلال بلاد القارة الافريقية، تعددت محاولات التجمع والوحدة بين هذه الدول، حتى ظهرت منظمة الوحدة الافريقية كمنظمة اقليمية، تعمل في اطار القارة الافريقية على نبذ الخلافات الافريقية وانهاء التكتلات، واقتصر نشاط المنظمات التي كانت قائمة، على مجالات محددة اقتصادية او فنية او ثقافية. لقد تم الاعلان عن انشاء منظمة الوحدة الافريقية في 25 حزيران 1963، من خلال القرارات التي صدرت عن موتمر اديس ابابا، حيث انبثق عنها ميثاق منظمة الوحدة الافريقية الذي اقر دستور المنظمة، وتم تحديد الاهداف التالية: 1- تحرير القارة نهائياً من الاستعمار. 2- القضاء على التخلف بجميع اشكاله. 3- توطيد دعائم التضامن الافريقي. 4- الارتقاء بالقارة الى المكانة التي تليق بها على ساحة صنع القرارات الدولية ... الخ. ميثاق منظمة الوحدة الافريقية، يتضمن وثيقة حقوقية توازنية، والتي فيها تم اقرار الاهداف والمبادئ والهيئات التنظيمية. اهداف المنظمة حسب كل المقاييس تتفق مع القانون الدولي، وكذلك مع ميثاق الامم المتحدة، حيث انها تدعو لصون وتعزيز الامن والسلم الدوليين، ففي توصية الدورة العامة للامم المتحدة 5/12/1986 م حول انشاء نظام امن عالمي تم التاكيد، على ان نظام التعاون الامني، نص عليه في ميثاق المنظمة الدولية، ولا يزال يشكل وسيلة اساسية في المحافظة على الامن والسلم العالميين. المادة 1. اما مجلس الامن الدولي في توصيته 30/12/1964، اعترف بان منظمة الوحدة الافريقية، منظمة اقليمية حسب المادة /52/ من ميثاق الامم المتحدة، وهذه المنظمة ستساعد في حل النزاعات بالطرق السلمية، التي توثر على الامن والسلم العالميين في القارة الافريقية. ان الهدف الاساسي هو ضمان الامن في القارة الافريقية، وهو مرتبط بشكل مباشر بعملية تطبيق اولوية التكامل الوحدوي في القارة، وبدون هذا التطبيق، يبقى نظام الامن قابلاً للانهيار، وهذا يبين ضرورة اضافة فصل لميثاق منظمة الوحدة الافريقية، حول مسالة الامن وآلية ضماناته، وضرورة اقرار تشكيل قوات امن افريقية.
