الفنان عبد المرسل الزيدي تجربة ابداعية درامية متكاملة

تنطوي التجربة الابداعية المميزة الموسومة بـ (الفنان عبد المرسل الزيدي تجربة ابداعية عربية متكاملة) التي اشتغل عليها الفنان عبد المرسل الزيدي على جملة مقومات ذات خصوصية وتفرّد واصالة، سواءً على مستوى المرجعيات الثقافية واللغوية ام على مستوى البناء الدرامي الجمالي على وجه الخصوص والبناء الفني من تشكيل وتمثيل ونقد وتاليف على وجه العموم .وهذه المقومات النوعية هي التي جعلت منها تجربة اشكالية بحاجة الى انتباه ونظر ورصد وتحليل ـ ، يكشف عن طبيعتها ورويتها وفعلها الدرامي ودرجتها في سلّم الابداع الفني. ان الخصوصية الابداعية التي تتمتّع بها هذه التجربة الخصبة من شانها ان تحرّض اية قراءة بحثية جادة، على مزيد من التامل والحرص والغوص في باطنية مجالات التجربة ، ليكون بامكان ادواتها ان ترصد شبكة التحولات البنائية والاسلوبية والسيميائية والتشكيلية التي تتمتّع بها تجربة الفنان عبد المرسل الزيدي .يشكّل البحث التجريبي في مجال الابداع الفني ـ بمستوياته الاشكالية المتعددة ـ ارضية ابداعية مشحونة بالعطاء والاثارة على التامل والكتابة ، وهو ظهير حيوي وابداعي وثقافي وجمالي جدلي عالي القيمة، وعنصر تكويني جوهري ومركزي في معظم الاجناس الادبية والفنون الدرامية . وقد تمظهر في ((تجربة عبد المرسل الزيدي)) بوصفه مبدعا وفضاءً وذاكرة تتجدد فيها ثقافة الدراما العربية ، ضمن توافر كل اسباب العطاء بزخم عاطفي ووجداني ونضالي يرتفع فيه المعنى الابداعي الى معنى الحياة ذاتها، فلا حياة بلا ابداع تتكثّف فيه رموز التاريخ والجغرافيا والوطن والمستقبل والانسان، وتصبح ظهيراً حيّاً لكل هذه الرموز والمعاني . من اجل تسليط الضوء على احد المبدعين العراقيين من جهة وعلى تجاريبه الابداعية المميزة وتفعيل ديمومة العطاء ونتائج استمرارية الفعل الابداعي .. ومن اجل تقديم التقويم النقدي الذي يُعلي من شان التجربة ويبيّن مفردات التطور والنمو ومن اجل المساهمة النظرية التحليلية في قراءة ملامح المدارس الابداعية المسرحية تحديدا هنا، ووضعها في مكانها ومكانتها الفكرية والجمالية المناسبة جاءت هذه الدراسة البحثية لتلبي هذا الدور الهام من اجل التفاعل العلمي والفني الجمالي بالخصوص. وعرف عن شخصية موضوع الدراسة بانه كاتب وناقد ومخرج عنيد في تمرده وروحه المسرحي المجدِّد المسرحي الاكاديمي الدكتور المرحوم عبد المرسل الزيدي ، انه صاحب للروح نوافذ اخرى ورثاء الفجر والجراحات لا تعرف الحزن في اداء خطابه المسرحي البصري.