التضمين المجتمعي في الخزف المعاصر في الاردن

تناقش الدراسة الحالية ( التضمين المجتمعي في الخزف المعاصر في الاردن)، الافكار والقيم الاجتماعية، الاخلاقية والتربوية، المتضمنة في تجربة الخزف المعاصر في الاردن، واساليب التشكيل الفني المتنوعة، عبر دراسة وتحليل الاعمال الخزفية الممثلة لعينة الدراسة، لمجموعة من الخزافين الاردنيين المعاصرين، و بيان دور تلك الافكار في نقد المجتمع المحلي، وتوعيته، و توجيهه اخلاقيا و تربويا، نحو اعادة صياغة القيم الاجتماعية المعاصرة وتصحيح مسارها بما يحقق تماسك الاسرة و وحدة المجتمع المحلي. وذلك بعد الاشارة الى مشكلة الدراسة، والمتمثلة بعزوف تجربة الخزف المعاصر في الاردن عن تضمين القيم المجتمعية والتربوية في منجزاتها الفنية، عدا القليل من بين خزافي الوسط الفني، علاوة على تعدد واختلاف اساليب التشكيل الفني، والمضامين التي تحويها، وهدفت الدراسة الى كشف هذه المضامين المجتمعية، و دورها في توعية الفرد والمجتمع، وتوجيهه بما يحقق لحمته، وكذلك بيان الاساليب المتنوعة في معالجة الاشكال الفنية وطرق تضمينها لتلك الافكار، عبر دراسة تحليلية لاربعة اعمال فنية، انتجها ثلاثة من الخزافين الاردنيين المعاصرين، في الفترة من ( 1985 - 2015م)، وهي الفترة الزمنية التي احتوت على اعمال فنية في مجال الخزف، تمثل موضوع الدراسة، وهم الخزافون (محمود طه، مارغريت تادرس، و مروان طواها)، متبعا في دراستها المنهج الوصفي التحليلي، للخروج بالنتائج التي اجابت اهداف البحث، لما تنطوي عليه هذه الدراسة من الاهمية المتمثلة بلفت انظار المجتمع المحلي لخصوصية هذه الاعمال، التي تدعم الصلة بين الفن والمجتمع، وتشير الى الدور التربوي والتوجيهي للفن في تصحيح بنية المجتمع الاردني، وتعزيز ثقته بقيمه المعرفية والثقافية، التي تسهم في بناء مجتمع متماسك.اشتملت الدراسة على الاطار النظري بواقع مبحثين، تناول الاول مجموعة من الافكار والآراء الفلاسفة ومفكرين في مجال الفن الاجتماعي، و دوره التربوي الذي يعزز العلاقة بين الفن والمجتمع، و دورهما المتبادل في بث الوعي الانساني، مستشهدا بامثلة من الفن العالمي ، في حين ناقش المبحث الثاني واقع تجربة الخزف المعاصر في الاردن، والتي اهتمت تحديدا بالتضمين المجتمعي التربوي في نسيجها الشكلي، وخصوصيات الاساليب وتنوعها. وبعد تحليل العينات، والاستعانة بالمقابلات الشخصية، والمنشورات والمقالات النقدية، توصلت الدراسة الى النتائج التالية : ا- التاكيد على مبدا الوحدة العضوية والموضوعية في المجتمع الانساني مع علاقته بامه الارض، التي ترمز للوجود. 2 - الدعوة الملحة الى بناء رابطة اسرية قوية و متماسكة الاركان، تستطيع مقاومة مهددات القيم والافكار السلبية والعصرية، المستلة من الجوار، عبر كافة اشكال التكنولوجيا الرقمية والصورة الضارة. 3- - تنوع آليات اشتغال الذهن ازاء اسلوب تضمين الفكرة المجتمعية والقيمة الاخلاقية في العمل الفني الخزفي، فمنها ما اعتمد اسلوب عرض الصورة السلبية المبطنة ضمنا بما يناقضها، ومنها ما انتهج اسلوب عرض الصورة الايجابية مباشرة ، في دعوة الى تمثلها مباشرة. 4 - التاكيد على ايجابية وضرورة تنوع مصادر المعرفة والثقافة الاسرية في البنية الحضارية لافراد الاسرة والمجتمع.