الاسس التاريخية لفكرة الديمقراطية حتى عام 1848 م

يمكن لنا تلخيص تاريخ الفكر الديمقراطي في اوربا حتى القرن التاسع عشر بعبارة واحدة ا المسيرة الظافرة للديمقراطية اذ ما من دولة في -عالم الثقافة الاوروبية صمدت امام انتشار الافكار والموسسات الديمقراطية حتى حيثما كانت هناك قوى اجتماعية تدافع عن نفسها كما راينا مع الامبراطوريات القديمة، وحكم الاقليات والاقطاع، وما من قوة فكرية حاولت الحاق الهزيمة بالمعتقدات الديمقراطية استطاعت نجاوز دائرتها الضيقة من الموالين، وعمل المناخ الفكري على المساواة بين التقدم واشاعة الديمقراطية وجعل المقاومة المعادية للديمقراطية دفاعا فارغا وحماية لاشياء بالية تاريحيا، وصراعا بين القديم والجديد لكل مرحلة من مراحل الفكر الخاص بالسياسة والدولة تصورات تبدو جلية بمعنى محدد، وتكون حتى بوجود انماط كثيرة من سوء الفهم معقولة تماما بالنسبة الى قطاعات شعبية واسعة، وكان هذا النوع من الوضوح والدلالة بالتاكيد في صف الديمقراطية خلال قرون عدة ولاسيما في بداياتها ٠ ومن هنا تكمن فلسفة بحثنا ورصدنا لتاريخ الفكرة الديمقراطية حتى ظهور الثورات القومية في اوربا مع منتصف القرن التاسع عشر.