بلاغة المفردةِ القرآنية في سورة المسد

تقوم فكرة البحث على ابراز معالم الابداع والجمال الفني للمفردة القرآنية عبر الكشف عن اسرارها الدلالية و مقاصدها البلاغية في ضوء استعمالاتها السياقية في سورة المسد ؛ لذا ارتكز محور البحث ولاسيمافي جانبه التطبيقي على المنهج التحليلي لآيات السورة المباركة بغية ابراز تلك المظاهر.غير ان تشخيص ملامح الحسن والجمال لا تتجلى الا عن طريق تحليل المفردة ، وذلك بوصفها عمادالكلام وجوهره، فحينما نتحدث مثلا عن اوجهٍ دلاليةٍ متعددةٍ للفظة(تبَّت) ؛ فاننا نستشعر تلك البلاغةَ في الآية القرآنية عن طريق اللفظة التي اكسبتِ الآيةَ دلالاتٍ ونُكَتاً بلاغية، لا شك انه لولا استعمالُ المفردة ذاتها؛ لماكان للآية بلاغتها المعهودة.ومثل ذلك استعمال الاداة (ما) التي اعطت للآية ستةَ معانٍ، حملت اليها قمة الفصاحة والبلاغة، ولا يكونذلك لو استُعملت الاداة (لا)- على سبيل المثال- كما كان للتوجيه النحوي في مفردتي (امراته) و (حمالة) بالغ ُالاثر في سبك النص وتماسكه تركيبياً ودلالياً وبلاغياً.والذي نحاول الوصول اليه من ذلك انه لا يمكن اغفال المفردة في دراسة التحليل البلاغي للنظم القرآني،وتحليل جوانبها اللغوية من صوتٍ وصرفٍ ونحوٍ ودلالةٍ ونعني بذلك بلاغة المفردة ، وبذلك يتكون النص القرآني من المفردات التي تعطي النصَّ متانةً و رصانةً لا تتفاوت ابدا في حسن النظم، وقد جاء القرآن بهاليكون اسلوبه التعبيري وجهاً من وجوه الاعجاز البلاغي القرآني.