دراسة الدالتونية (عمى الالوان) واسباب ظهورها في قصص صادق هدايت ومصطفى لطفي المنفلوطي

يسعى هذا البحث الى التطرق الى شرح المدرسة الدالتونية ومن ثم تحليل اسباب ميل صادق هدايت والمنفلوطي الى هذه المدرسة، وسنحاول من خلال اتباع المنهج التحليلي الوصفي وبالاستناد الى مبادئ المدرسة الفرنسية في الادب المقارن الاجابةَ على السوالين: ما هي الدالتونية وما هي اسباب ظهورها؟ وما هي الاسس التي ادت الى ميل صادق هدايت والمنفلوطي الى هذه المدرسة؟ كانت الفرضية التي قام عليها هذا البحث قائمةً على الانتباه الى المعنى اللغوي لكلمة الدالتونية؛ فهذه المدرسة تحمل نوعاً من التشاوم والافكار السوداوية واللوائح السوداء في طياتها من جهة، والانتباه من جهة اخرى الى ان العوامل الاقتصادية والاجتماعية والظروف والتربية العائلية تترك اثرها الخاص على نوع نظرة كل من الكاتبين الى هذه المدرسة وميلهم نحوها. بعد التحقيق الدقيق في هذا الموضوع سنطرح مجموعة من النتائج التي توصلنا اليها والتي كان اهمها: -الدالتونية مدرسة سوداوية الافكار واللوائح وهنالك الكثير من العوامل الدخيلة التي ادت الى ميل كلّ من هدايت والمنفلوطي الى هذا الطرز من التفكير؛ ومن اهمها: وجود جذور للاضطرابات الاجتماعية في المجتمعَين والتي شعر بها كلّ من الاديبين وعجزوا عن القيام باي شيءٍ لتحسين الاوضاع. –جذور في القمع السياسي والتضييق الشديد من قِبل السلطة الحاكمة على مجتمعَيهما وقد كان القمع السياسي للسلطة وفقاً لاعتقادهما قد اغلق الطريق فعلياً امام كل الحركات الاصلاحية. –جذور في اطلاع كلٍّ من الكاتبين على المدارس والمكاتب الغربية المختلفة وهذا ما خلق لديهم نوعاً من الاضطراب والتشتت وعدم الانسياق مع الجماعة والانفصال عن المجتمع ومن جهة اخرى فقد كانت هذه المكاتب والمدارس ممهِّدةً لخلق الشك والتردد فيما يتعلق بالكثير من الامور في ذهنيهما.