خطاب الغيرية في النص المسرحي المعاصر

تَعتمد الاعمال المسرحية منذ نشاتها، معالجة مشاكل المجتمع، وتحاكي متطلباته، فضلاً عن كون المسرح من وسائل الترفيه، والتعلم في الوقت ذاته. من ثم ركزت الدراسات التي تُعنى بالمسرح على الجوانب الفكرية التي يتم معالجتها، لاسيما موضوع خطاب الغير الذي يعد من المواضيع التي اخذت مجالاً واسعاً في معالجات المسرح، ولاسيما بعد شيوع الفلسفات الحديثة (الجدل، الشك، الوجودية) بعد عصر التنوير، والاتجاه نحو الدلائل المادية، والابتعاد عن عالم المثل، والميتافيزقا. تحولتْ المعالجات المسرحية لموضوعات الغيرية من التفكير بالاخر المتجانس لتصل الى الغير غير المتجانس، فتناول الفصل الاول بيان مشكلة البحث التي تمحورت بالاستفهام الآتي: (ماهي الغيرية في الخطاب المسرحي المعاصر؟)، كما تضمن الفصل اهمية البحث، والحاجة اليه والهدف منه، اذ حدد الباحث هدف بحثه بالآتي: (الكشف عن خطاب الغيرية في النص المسرحي المعاصر)، ثم عرض الفصل حدود البحث الزمكانية، فتحدد بالفترة الزمنية المحصورة بين عامي (2008 – 2013)، ومكانياً في العراق، فضلاً عن الحد الموضوعي الذي انحصر في دراسة خطاب الغيرية في النص المسرحي المعاصر. بينما اشتمل الفصل الثاني على الاطار النظري، والدراسات السابقة، وتوزع على مبحثين: عُني الاول الدلالة المعنائية للغيرية في (المفهوم – الماهية – الفلسفة). والمبحث الثاني: خطاب الغيرية في النص المسرحي العالمي، وتناول هذا الفصل ايضاً موشرات الاطار النظري والدراسات السابقة، في حين تضمن الفصل الثالث مجتمع البحث، اذ تكون من (5) نصوص مسرحية منها ما كان عربياً، واخر عراقياً، وبعضها الآخر اجنبي.، ومنهج البحث، وعينته، والاداة التي اعتمدها الباحث في تحليل العينة. اما الفصل الرابع فقد احتوى على نتائج البحث، والاستنتاجات التي توصل اليها الباحث، وثم قائمة باهم المصادر والمراجع التي اعتمد عليها الباحث في دراسته. ويورد الباحث اهم النتائج التي توصل اليها وهي على النحو الاتي:1.اتسمت الاعمال المسرحية المعاصرة، بالخطاب الغيري والذي اخذ صور متعددة من الفكر الوجودي.2.تحول الخطاب الغيرية بين مستوى الغيرية المتجانسة والغيرية غير المتجانسة.3.تجلى خطاب الغيرية بصورة التشبية بالذات المتعالية.4.اتجه الخطاب المسرحي نحو ارضاء الرغبة الجامحة محاكياً مدركات الوعي الجمعي.