مذهب الانسجام والتورية عند شرف الدين الانصاري

الجناس والطباق كانا في القرن السادس الهجري يولفان مذهباً فنياً، وسار كثير من الشعراء تحت لوائه، ثم تطور الامر في القرن السابع الهجري، فاهمل الطباق بعض الاهمال واشتدت العناية بالجناس، وكثرت حوله المولفات، وكان يقابله مذهب آخر، هو مذهب التورية والانسجام، او مذهب السحر الحلال، كما اصطلح على تسميته، ويمكن ان نتبين فيه اتجاهين، ظهر اولهما في مصر على يد القاضي الفاضل، مع ان التورية كانت شائعة قبله في العصر الفاطمي منذ اوائل القرن الخامس الهجري. وظهر الاتجاه الثاني في الشام على يد شرف الدين الانصاري الذي طبع التورية بطابع الانسجام والسهولة، واصبح رائد مذهب الانسجام والتورية وظهرت هذه الصنائع الشعرية في شعره فيهدف هذا البحث الى دراسة مذهب الانسجام والتورية ومكانة رائده لان الشاعر يومن به ويلتزمه في اضربه الثلاثة اي الانسجام في المبني، والانسجام في المعني، والانسجام في المنهج الشعري. ويلاحظ اكثار الشاعر من صنعة التورية وهي لباب مذهبه الشعري. نهج نهجه شعراء كثيرون من بعده، منهم الشاب الظريف. لهذا قمنا بتحليل نماذج من شعره عن طريق المنهج التوصيفي – التحليلي.