استثمار الغاز الطبيعي في العراق , محددات موضوعية

يعد الغاز الطبيعي احدى اهم انواع الثروات الهيدروكربونية التي تزخر بها ارض العراق حيث الاحتياطيات الكبيرة. پر ولما يشكله هذا المورد الاستراتيجي العالمي من شريان نابض للحياة الصناعية والاقتصادية الحديثة والتي حرم منهاالعراق بسبب تطلبها الكثير من الخبرة والاستثمارات الضخمة والتجربة في عالم الاقتصاد والصناعة، وذلك بسبب الاستعمار الذي فرض السيطرة على هذه الثروات بما يخدم مصالحه. ورغم ما مر به العراق من احداث اعاقت تطور امكاناته الاستثمار الغاز الطبيعي الا انه شهد نسبة من الاستغلال لهذا المورد وذلك بالانطلاق من قاعدة اسس لها في سبعينات القرن المنصرم، لكن الظروف الغير طبيعية التي اوجدتها الحروب والعقوبات الاقتصادية قد حالت دون استغلاله بالشكل الامثل. حيث عانى العراق من العزلة التي حرمته من ان يواكب التطور والحداثة، هذا مع بروز مجموعة من التحديات والمشاكل التي نالت من تطور استثمار هذا المورد بالشكل اللائق به. كان موم؟ الانطلاق نحو مجالات اوسع لاستغلال النفط والغاز الطبيعي حسب الخطط الطموحة التي وضعتها وزارة النفط من خلال جولات التراخيص الاربعة ومشروع شركة غاز البصرة. الا ان هذا لم يعالج مشكلة استغلال الغاز الطبيعي بشكل كامل مما ادى الى استمرار حرق كميات كبيرة من الغاز المصاحب والتسبب بخسائر اقتصادية كبيرة وهدر الثروة البلد بامس الحاجة لها، فضلا عن تلوث البيئة، وهذا بسبب اخفاق السياسة النفطية في جعل استثمار الغاز يسير بالتوازي مع استثمار النفط. تناولت هذه الدراسة تحليل لصناعة الغاز الطبيعي في العراق للمدة ( 1976 - 2014 )، وتحديد الخسارة التي يتكبدها العراق جراء حرق الغاز، وذلك بتسليط البحث الضوء على جولات التراخيص ودورها في زيادة الغاز المصاحب مع زيادة انتاج النفط الخام، وعرض للجدوى الاقتصادية لمشورع غاز البصرة مع اهم المشاكل والعوائق والتحديات التي تحول دون الاستثمار الامثل لهذا المورد.