موضوعات الخطاب الساخر وآليات اشتغاله في «جلالة عبد الجيب» للسعيد بوطاجين نموذجاً

يَظلُّ التخييل النسغ الأساس للمقول الأدبي، ولكنّ هذا الأخير ورغم تأثيث عوالمه بكلّ ما يمكن اعتباره محاكاة للواقع لا ردّ صدي، إلّا أنّه يُتّهم في كلّ مرّة من لدُن حرّاس النوايا، لأجل ذلك ورغم انبناء النص الأدبي علي التخييل فإنّه يحاول التسلّح بتقانات المواربة والتخفي درء للمتابعة والمساءلة، حتي النصّ الساخر لم يسلم، ولعلّ هذا النص (نقصد النص الساخر) أكثر ألوان الكتابة الأدبية إعمالا لتلك التقانات، خاصة وأنّه يستهدف معالجة المعيش بِنَفَسٍ ساخر قوامه الهزل. نحاول من خلال هذه الورقة البحثيّة الاقتراب إلي نص جزائري ساخر، وهو نص(«جلالة عبد الجيب»)، للكاتب السعيد بوطاجين، فما الموضوعات الّتي اجتذبت بوطاجين؟، وما الآليات الّتي اعتمدها في حياكة نص ساخر موارب؟، وهل ركّز علي قضايا دون غيرها؟، هذه بعض التساؤلات الّتي حرّكت هذا البحث، والأكيد أنّه مجرّد محاولة لتقديم قراءة لا تدّعي البتة تفوّقا نهائيا في فهم آليات تشكّل الكتابة الساخرة، فالتخييل ومن خلاله الأدب، عصيّ علي النتائج النهائية، قريب دوما إلي الاستنتاجات غير المنغلقة.