العطش و ملحمة كربلاء

الماء في‌ النصوص الدينية هو رمز للمعرفة‌ والحياة والطهارة‌ والشفافية، ولهذا العنصر في النصوص العرفانية مفاهيم أعمق ويرمز إلي النقاوة الذاتية والحياة الخالدة والأنوار والمظاهر الإلهية. في هذه النصوص يتناسق رمز العطش حسب المفاهيم الرمزية لعنصر الماء ويكون له معني خاص. ومن أبرز مفاهيمه وأكثرها تميُّزاً، التعبير عن شوق المُريد وشغفه للوصول إلي الحبيب. إنّ قضية الماء والعطش في وقعة عاشوراء متجذرة في الواقع ولكن التعبير عن التآويل والتعابير العرفانية والرمزية للأحداث التي تتعلق بالماء والعطش هو أمر لافت للنظر والتأمل، خاصة حينما تمتزج هذه التعابير بالفنون الشعرية والصور البيانية وتكسي أقوال وتصرُّفات المشاركين في هذا المشهد من التاريخ نكهة ولوناً جديداً. طلب الماء أحيانا يعني طلب مقام الفناء في الشيخ وتارة يعني الفناء في الله والسقاية تعني غرف ماء المعرفة والحقيقة من منهل التوحيد وإيصاله إلي عطاشي طريق الحق. لهذه التعابير جذور وخلفية في النصوص الأدبية والأشعار العرفانية.