دورة الامارة المشعشعية في انتعاش الحياة الثقافية و الادبية في جنوب ايران و العراق

تاسست الامارة المشعشعية سنة 1436م في جنوب ايران، واتخذت الحويزة عاصمة لها. وخلال حكم السيد محسن بن فلاح (866- 914)، كان في ايران والعراق ثمة انقلابات وانفلات امني مما شجع سيد محسن الفلاح من توسيع رقعة حكمه، حيث امتدت الحكومة المشعشعية من محافظة خوزستان الى بندر عباس ومناطق من كهكيلويه وبوير احمد ولرستان وكرمانشاه وجنوب العراق، ومناطق في الجزيرة العربية. وكانت هذه الامارة تتزامن مع الفترة التي تعرف في الادب العربي بعصر الانحطاط.لقد حافظ المشعشعيون على كيانهم رغم ما تعرضوا له من محاولات الغزو على يد العثمانيين؛ فاسسوا المدارس والمكتبات، وقربوا العلماء والشعراء والكتاب، واجزلوا لهم العطاء. وفي ظل هذه الحكومة الشيعية انتعشت الحياة الثقافية والادبية، ونشطت حركة الشعر والنثر والتاليف، وازداد عدد الشعراء والكتاب فوصل الادب ولاسيما الشعر منه الى المستوى الاعلى من التطور والرقي، وكان من القوة والرصانة، فظهر شعراء كبار ذاع صيتهم في العراق و ايران، كالشاعر شهاب الدين الموسوي وعلي بن خلف الحويويزي، ابن رحمة الحويزي وهاشم الكعبي و عبد العظيم الربيعي؛ فهولاء الشعراء بالرغم من انهم من جذور ايرانية لكنهم كانوا يترددون كثيرا على العراق حتى نسبهم البعض الى المدن العراقية. وقد تناولوا جميع اغراض الشعر المتعارفة من غزل ومدح وفخر ورثاء ووصف وحكمة واخترعوا فن البند الذي مهد الطريق لظهور الشعر الحر في ما بعد. واثنا في هذه الدراسة حسب المنهج الوصفي التحليلي سوف نركز على مدى انتعاش الحياة الثقافية والادبية في العراق وجنوب ايران في ظل الحكومة المشعشعية، واهم الانجازات والاسباب التي ساهمت في النهوض الادبي في هذه الفترة الزمنية؛ كما نحاول ان نطل على مدى الاحتكاك والامتزاج الثقافي والادبي بين البلدين في تلك الفترة.