المنهج النبوي في تاسيس السِّلم المدني في الحروب والنزاعات الاهلية

الاسلام دين العدل والسَّلام، ودِيْن المحبَّة والبِناء، لا دِيْن التنازع والفَناء، يدعو الى نَشْر السَّلام والامَان للجميع، والسِّلم المدني (ماديَّاً ومعنوياً) من مقاصد الاسلام العليا التي تتضافر وتتمظهر في سُلَّمِ المقاصد والضَّرورات، وانَّ دراسة الاوامر النبوية في الحروب والنزاعات الاهلية لها اهداف سامية ومهمة تكمن في بيان جوهر وسموِّ الاسلام في حالة الحروب والنزاع (قبل النزاع الى نهايته وآثاره)، وجاء هذا البحث؛ ليقف على بيان المنهج النبوي واوامره قبل النزاعات والحروب وخلالها وما بعدها، بحيث اسلِّط الضوء على تلك الاوامر النبوية من خلال المنهج الوصفي التحليلي، مستخلصاً اهمَّ النتائج التي تظهر لنا انَّ السلم المدني والسلام ضرورة في سُلَّم المقاصد الشرعية التي راعتها الشريعة الاسلامية، حيث كان للنبي ص قصب السبق في تقعيد كثير من المواثيق الحقوقية في المنازعات والحروب، كمعاهدات الصلح، وحقوق الانسان والمدنيين وحق البيئة المستدامة خلال الحروب والنزاعات.