وَصْفُ قصور الخليفة المتوكل على الله في شعر البُحتري انماطه وخصائِصه

يتناول هذا البحث الكشف عن الابعاد الموضوعية والفنية في وصف البحتري لقصورالخليفة المتوكل ، اذ وجدنا في هذا الجانب موضوعاً يستحق الدراسة لما امتاز به وصفُه من دقة بين ذات الشاعر والموضوع المتحدث عنه . التصوير وجمالِ الاسلوب وتداخلِ فكان الشاعر قريباً مكانيًا ووجدانياً من الخليفة العباسي المتوكل اذ اسكنه الخليفة قصرا مجاورا لقصر الخلافة في (سُرَّ مَنْ راَى) وفي المقابل كان الشاعر متعلقاً به يوازره ويشيع محاسنه شعرا . فهذه العلاقة توضح اقباله على وصف قصور الخليفة . وما وصفه للقصور وملحقاتها من البرك والبساتين وغير ذلك الا دليلا على مدى ما يكنّه البحتري للمتوكل وابنائه من حب وتقدير ، لان هولاء العباسيين كانوا رموزا للعز والوحدة العربية الاسلامية . اولا . الوصف في الشعر العربي قدّمنا فيه حديثاً موجزا عن شكّل الوصف في الشعر العربي وخصوصية البحتري في هذا المجال ، فهو ليس وصفاً عابرا لغرض التودد والتكسب فحسب ، انما دقته في ملاحقة الاجزاء المكونة للموصوف جزءاً جزءاً يرينا العظمة والذوق الرفيع للذي يقف وراء كل ذلك . ثانياً. القصور التي خصّها البحتري بالوصف هي : قصر الجعفري ، والصبيح ، والمليح ، والغِرد ، والقصر النهري ، والمتوكلية ، وغيرها ، فهو حين يصفها وما تشتمل عليه لايصفها وصفاً مادياً مجرداً ، بل يقدمها في صور غنية بالحركة والالوان ، فضلا عمّا يضفي عليها من مشاعره الذاتية ، حتى يجد المتلقي ان الوصف عنده له سمةولغرض متابعة تلك المشاعر المتدفقة والايحاءات ارتاينا جعل البحث قائماً على وفقالمحاور الآتية :الحميمية واللصوق بالموصوف. كذلك بيّنا فيها تاطير الشاعر لتلك القصور جغرافياًوكشفه عن وقع تلك المدنية والحضارة على نفس مشاهديها . ثالثاً. اما المحور الاخير، فقد دار البحث فيه على اظهار الملامح الفنية التي استخدمها الشاعر للكشف عن مشاعره المتولدة جراّء انبهاره لانه ابن صحراء ابن بيئة بدوية ، وجاء واقفاً امام شواهد غير مالوفة لديه ، اذ كشفت عن قدراته اللغوية والبلاغية في توظيف الاساليب لخدمة نصه الشعري والوصول الى الغاية المرجوة في التاثير على نفسية القارئ . واخيرا ذُيّل البحث بخاتمة ضمّت نتائج البحث ، اعقبها قائمة باسماء المصادر والكتب والرسائل الجامعية التي اعتمدت في الدراسة .