عنوان مقاله :
توصيف مدرسة الاستشراف الالمانيةلموقف الاسلام من المراة - دراسة مقارنة بين نظرة الرجل (المستشرق) والمراة (المستشرقة)
پديد آورندگان :
مطير, ناهضة جامعة واسط - كلية التربية, العراق
چكيده عربي :
تنوعت الدراسات التي تناولت مصطلح الاستشراق (1) إذ قدم الكثير من الباحثين رؤى تكاد تتفق على ان معناه لا يخرج عن كونه ، كل ما صدر عن الغربيين من اوربيين وامريكيين من دراسات حول الشرق ودياناته وحضارته والتركيز بصورة كبيرة على الدين الإسلامي في عقيدته وتشريعاته والتعمق في دراسة احوال المسلمين ، حيث كان الغرب في العصور الوسطى يئن من الفوضى والاضطراب كما اطلق على الباحثين الذين خاضوا غماره اسم المستشرقين (2) . لا شك في ان الكثير من الدراسات التي تناولت موضوع الاستشراق اختلفت في تحديد تاريخ ظهوره ودوافعها واسبابها وعوامل ديمومته لقرون طويلة وكذلك اسباب التطرف الذي اصاب اغلب دراسات المستشرقين ، والتي كما يبدو انها اتخذت اتجاهين رئيسين الاول منهما ما يدخل ضمن العدائية والتعصب والثاني يمكن ان نسميه بالاتجاه المنصف والمعتدل الذي تدفعه الرغبة في المعرفة والعلم (3). وشمل الاختلاف ايضا تحديد جغرافية مصطلح المشرق والشرق ، وبما ان محور دراساتهم قد تركز حول الاسلام الذي ظهر في الشرق ، ومحاولة الكشف عن سر نجاحه في قيادة التغيير الجذري للواقع المجتمعي سواء العربي منها او للشعوب التي انضوت تحت لوائه ، ولا ريب في ان الكثير من التغيرات الجغرافية ـ الحضارية طرأت على مفهوم الشرق في مختلف العصور (4) . ومن اجل تقديم الدعم لهؤلاء الراغبين بدراسة حضارة الشرق ، اتجهت اكثر الدول الغربية إلى تاسيس مراكز ابحاث علمية متنوعة تتعلق بدراسة الدين والمجتمع الإسلامي كما شجعتهم على اقامة المؤتمرات والندوات (5) ولعل الاهتمام بدراسة واقع المراة المسلمة كان في مقدمة القضايا التي شملتها الدراسات الاستشراقية ، فكان تأسيس اقسام في المراكز والجامعات تحمل اسم (دراسات المرأة) قدمت في اغلبها بحوثا غير منصفة عن المرأة المسلمة ، بالمقارنة بواقع المراة الغربية في مجتمعاتهم ، إذ انتقدوا التعاليم الاسلامية التي تخص المرأة والواقع الذي عاشته في الماضي والحاضر من خلال ما ذكرته بعض المصادر الاسلامية والعلاقة بينها وبين الرجل والقوانين او التعاليم التي حددت حركتها (6) دون ان يأخذوا بنظر الاعتبار ان الالتزام بالتعاليم الاسلامية هي عنوان المسلم والمسلمة ، والتي لا بد ان تكون كما ارادها هذا الدين ، وفيها القوانين الثابتة والاخرى المتغيرة التي تواكب التطور الكوني ، فضلا عن ذلك فأن الاحداث السياسية والاجتماعية وتوالي المتسلطين على البلاد الاسلامية ، لها اثرها الكبير على واقع المجتمع ، وكانت سببا في تبني افكار وآراء مستندة إلى واقعها المعاش ، والتي اصبحت بمرور الزمن تقاليد متشددة تجاه المرأة . ولعل ما ذكرناه اعلاه يكون دافعا للباحثين والباحثات للاخذ بزمام المبادرة من خلال توجيه الدراسات لتتناول وضع المرأة في الغرب والاستعباد الذي تواجهه من المجتمع . ركزت في بحثي هذا على توصيف موقف مدرسة الاستشراق الالمانية ، من خلال كتابات بعض روادها من النساء والرجال ، لأبين موقف الرجل والمرأة الغربيين من المرأة المسلمة ؟ طبعا مع الاخذ بنظر الاعتبار انعكاس تأثير تطور المستوى العلمي والتكنولوجي الذي بلغته الدول الغربية ، على نظرتهم لمجتمعاتنا ، حيث سخرت هذا التقدم لخدمة مواطنيها ، وبالتالي ارتفع مستوى معيشتهم ، مقارنة بمستوى معيشة اغلب الدول الاسلامية وهذا ما ينعكس بدوره على وضع المرأة الذي شهد ترديا وانتكاسات كبيرة ، وذلك لاسباب مختلفة منها سياسة الحكومات وموقف رجال الدين المتشددين فضلا عن اختلاف نظرة المذاهب لقضايا المرأة ؟ والسؤال الذي يطرح نفسه هو : هل ان الانتقادات التي وجهها المستشرقون ( نساء ورجالا) للمرأة في الاسلام تتعلق بالاحكام الدينية التي فرضها الدين ومنها موقف الدين من حق المرأة في الارث او الشهادة او تعدد الزوجات ام في نظرته لمسألة الحفاظ على الشرف والعفة والالتزام الاخلاقي الذي ينعكس على التصرفات والاتشام في الملابس ... الخ . وهل ان لسياسة الجبر والوصاية على المرأة ، والتي اجبرتها على الالتزم بعادات وتقاليد لم يأت بها نص ديني ، اثر في تلك النظرة للمرأة ؟ ثم على اي الامور ركزت المستشرقات كنساء ، في عرض موقف الاسلام من المرأة ؟ وذلك لكي نحدد عمليا ، مواقف النساء الغربيات من التعاليم الاسلامية الخاصة بالمرأة سواء التي سمعن بها او قرأن عنها ، وياتي التركيز على المدرسة الالمانية ، وذلك لاهتمامها المبكر بالاسلام والدراسات العربية الاسلامية ، فضلا عن تميز اغلب دراساتها بالرصانة العلمية والجدية وعدم التعصب إلى حد كبير . ركز المبحث الاول على ذكر ابرز رواد هذه المدرسة ، وتناول المبحث الثاني ذكر النصوص القرآنية التي ضمت احكام تخص المرأة ، ويأتي اعتمادنا على القرآن الكريم ، وذلك لانه محفوظ من الله تعالى بقوله وإنا له لحافظون (7) لذلك لا يمكن الطعن فيه ، وخصص المبحث الثالث لمقارنة آراء المستشرقات مع المستشرقين الالمان وذكر ابرز انتقاداتهم للتعاليم الاسلامية التي تخص المرأة المسلمة وكيفية التعامل معها والغرض من ذلك معرفة موقف المرأة الغربية المثقفة ( المستشرقة ) من تلك التعاليم والاحكام التي نظمت حياة المرأة المسلمة ، إزاء موقف مواطنها الرجل ( المستشرق )، وتوضيح رؤاهم للكشف عن حالة الفوضى والضياع التي شهدتها حياة المرأة الغربية ، حيث سلبت حقوقها بين الرجال الباحثين عن المتعة فقط وبين شعورها باليأس والانهيار الذي يؤدي الى المصير المجهول ، هذا فضلا عن عدم قدرة القوانين على ضمان حقوقها الى الوقت الحاضر ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين ، مع كل التضحيات التي قدمتها المرأة الغربية ، في حين ان الاسلام قبل اكثر من 1433 سنة فقط اعطى للمرأة حقوقها دون اجحاف ونظم حياتها
عنوان نشريه :
ابحاث ميسان