پديد آورندگان :
الغرابي, جاسم محمد علي جامعة الكوفة - كلية الفقه, العراق , الخفاجي, حسن كاظم اسد جامعة ميسان - كلية التربية, العراق
چكيده عربي :
للقراءات القرآنية أثر كبير في تفسير القرآن العظيم, واستجلاء معانية, واستظهار المراد من خطاب الله(), واستنباط الأحكام الشرعية خصوصاً, حيث يتوخى من معرفة القراءات صيانة الكتاب العزيز عن التحريف والتغيير, وما لذلك من الارتباط الوثيق بالتفسير,لأنه بالقراءات ينكشف من معاني الآية مالا ينكشف بالقراءة الواحدة ومن خلال عرض القراءات يترجح لدينا بعض الوجوه المحتملة لما تحمله من معاني يصل خلالها المفسر إلى المعنى المحتمل, كما أن بها يعرف كيفية النطق بالقرآن. قال الآلوسي(ت1270هـ) في الأمور التي يحتاجها التفسير : ((السابع : علم القراءات، لأنه به يُعرف كيفية النطق بالقرآن، وبالقراءات ترجح بعض الوجوه المحتملة على بعض…))( ).إذن القراءات من العلوم التي لابد للمفسِّر أن يتسلَّح بها لِفَهْم جميع مفردات القرآن وإلا يُعتبر أدنى درجةً ممن أَلَمَّ بعلم القراءات، ويكون تفسيره ناقصًا وخاليًا من بعض المعاني الأساسية البديعة( ). والمتأمل في القراءات القرآنية يلاحظ فيها صورة من صور الإعجاز القرآني وهذا ما يتجلى بإيجاز الكلام، فتقرأ كلمة واحدة بأكثر من وجه وهي برسم واحد فتدل كل قراءة على حكم شرعي دون تكرار اللفظ وإعادة الخط، وهو ما سيتضح في طي البحث.حاول البحث في هذه المحاولة الجادة أن يتتبع القراءات القرآنية, الواردة في آيات الأحكام, وقد اقتصر من القراءات على ما له علاقة بالمعنى التفسيري التي ذكرها المفسرون, ببيان العلاقة التفسيرية بين القراءات القرآنية, والمعاني التي أضافتها كل قراءة.قال الطباطبائي : ((فقد صار الاختلاف في القراءة والإعراب سببا للاختلاف في التفسير ))( ).لذا كانت الغاية الأساسية للبحث هي الوقوف على ما أفاده مفسرو آيات الأحكام من القراءات القرآنية، وما مدى قبولهم لها من خلال تحديد المعايير، والقواعد التي يمكن من خلالها الترجيح بين القراءات المختلفة ، والطرق التي يعتمدون عليها في تقوية وجوه القراءات ، ويهدف البحث أيضا إلى الكشف عن كيفية توظيف هؤلاء المفسرين للقراءات القرآنية، وبيان أثرها الفعال في إيضاح المعاني التفسيرية والاستدلال الفقهي في مجال استنباط الأحكام الفقهية.وهذا ما لاحظه البحث من خلال اهتمام مفسري آيات الأحكام في كثير من المواطن بالكشف عن وجوه القراءات, واعتمادهم عليها في التفسير، وبيان الأحكام الفقهية، و الترجيح بين الأقوال والمذاهب الفقهية المختلفة .فالعلماء المتقدمون لم يغفلوا هذا الأمر وحاولوا الإفادة منه على أتم وجه في توجيه المعنى التفسيري, فهم قد استشهدوا بالقراءات القرآنية في تفسيرهم للآيات القرآنية، ومنهم مفسرو آيات الأحكام حيث استشهدوا ببعض أوجه القراءة القرآنية دليلا لما تبنوه من أحكام فقهية . إلا أنهم لم يفردوا أثر القراءات القرآنية في التفسير ببحث مستقل ، وهذا لا يعد تقصيرا منهم ، بل كل واحد من العلماء يدلي بدلوه ويهب لأهل العلم ثمرة جهده في مجاله واختصاصه .وبعد أن تبين لنا أهمية هذا العلم من خلال هذه المقدمة الموجزة, فهو على قدر ما أتضح لنا يعد من العلوم الأساسية وذات أهمية كبرى لما له من وثيق الصلة بكتاب الله().لذا أقتضت طبيعية البحث أن ينقسم إلى ثلاثة مباحث رئيسية:المبحث الأول : المسار التاريخي لنشوء القراءات القرآنية .المبحث الثاني : التعريف بالقراءات القرآنية وأنواعها.المبحث الثاث : بعض من النماذج التطبيقية لما أفاده المفسرون من القراءات القرآنية في توجيه المعنى التفسيري للآيات الأحكام .