50526

مصادر الكافيجي في كتابه شرح الاعراب

صالح, رضاته حسين جامعة ميسان - كلية التربية, العراق

1

41

41

مما لا شك فيه أنَ ابن هشام نحوي استوعب النحو العربي ، فقد عاش في عصر بلغ الدرس النحوي مرحلة عالية من النضج ، والاستقرار وقد إلف العديد من الكتب كان منها : الإعراب عن قواعد الإعراب وهو من الكتب الصغيرة التي ألفها للمتعلمين ، وقد صرّح بذلك بقوله )) فهذه فوائدُ جليلة في قواعد الإعراب تقتضي بمتأمِلها جادَّة الصَّواب ، وتُطلعُه في الأَمَدِ القصير على نُكتِ كثير من الأبواب ، عملتُها عَمَل َ ((طب َّ لِمن حب َّ))( ) وسميتُها بالإعراب عن قواعد الإعراب ) .... وتنحصر في أربعة أبواب ))( ) وقد تناول جملة من المسائل النحوية التي يحتاجها طلاب العربية إذ تناول فيها الجملة بأنواعها وشبه الجملة وبين معاني جملة من الكلمات التي شاع استعمالها بكثرة في الكلام فضلاً عن قضايا أساسية يحتاجها المبتدؤون وعلى الرغم من صغر الكتاب إلا إنّه حظي بعناية واهتمام العلماء ، فانبروا إلى شرحه وتفسيره واهم الشروح التي وصلت ألينا :1.شرح أوثق الأسباب لأبي عبد الله عز الدين محمد بن جّماعه(ت 819هـ )2.شرح الإعراب عن قواعد الإعراب موضوع دراستنا ألفه محمد بن سليمان الكافيجي (ت 879هـ) 3.موصل الطلاب إلى قواعد الإعراب لخالد بن عبد الله الأزهري (ت 950هـ) 4.شرح قواعد الإعراب لمحمد بن مصطفى القوجوي شيخ زاده (ت 950هـ) . ويمثل شرح الكافيحي أبرزالشروح إذ إنّه يمثل ثقافته المتنوعة ، فقد استطاع أن يوظف في شروحه ما درسه وقرأه في كتب العلماء خير توظيف ، لذا جاء شرحه حافلاً بمختلف الموضوعات التي تتعلق باللغة شارحاً ومفسراً ما كان بحاجة إلى التفسير ، لأنّه ُوجد أنَّ الكتاب بحاجة إلى توضيح بعض غوامضه ، وقد أشار إلى ذلك في مقدمة كتابه معللاً سبب تأليفه الكتاب بقوله :- (( لما رأيت الكتاب المسمى ب(الإعراب في قواعد الإعراب ) للشيخ الإمام جمال الدين أبي محمد عبد الله بن يوسف بن هشام رزقه الله تعالى حُسنَ المآب في غاية حسن الموقع عند ذوي الألباب ، ونهاية عموم النفع لمن يأمل من الطلاب ، لكنه غير مستغنٍ عن شرح يُسفر عن وجوه محذوراته النقاب ، ويبرز خفي مكنوناته من وراء الحجاب استخرت الله َ تعالى من أن أرتب شرحاً بذلك أبيات شوارده الصعاب ، ويكشف عما أودع في قواعده من التحقيق شبهة الشك ، والارتياب ويجعل الخفي من لطائف مستودعاته كالشمس مشرقه بعد تكشف السحاب ، وزِيدَ على ذلك من المباحث التفسيرية وغيرها ما يناسب سياق الكتاب متمسكاً بحبل الصواب )) ( ) ونلمس ماذكره واضحاً من خلال شرحه الكتاب ، فقد وقف شارحاً ومعللاً ومرجحاً رأياً على رأي ذاكراً السبب فقد ورد في كتابه آراء العلماء الذي سبقوه مبيناً رأيه في تضاعيف ذلك ، فالكتاب قائم في الأساس على شرح المادة النحوية لما اكتنفها من إيجاز وغموض بحاجة إلى توضيح ، وقد اتبع أسلوب السؤال والجواب أي الفنقلة فكان يتصور أسئلة تطرح عليه ، فيجيب عنها ( ) وهذا يؤكد توجهه التعليمي ، وقد استند هذا التوجه إلى عناية بشرح المصطلحات ، وتفسير المفردات وبيان أوجه الإعراب بعد إعرابه كثير من أمثلة الكتاب ، وليس في ذلك عيب والميدان له بالدرجة الأولى ، فضلاً عما تضمنه من قضايا صوتية وصرفية ودلالية إلى جانب المسائل البلاغية إذ وردت إشارات منها في ثنايا الكتاب .

2014

ابحاث ميسان