معارضات البارودي بين التقليد و التجديد

نحاول في هذا المقال ان نكشف حقيقة معارضات البارودي، وذلك بسبب انّ كثيراً من النقاد والادباء يختلفون حولها، فمنهم من يعتقد انها تقليد للشعراء القدماء، ومنهم من يري ان الشاعر اتي بجديد في هذه المعارضات وليس فيها شئ من التقليد. ولهذا حاولنا ان نبيّن حقيقة هذه المعارضات بدراستها، وتكلّمنا في البداية عن منهج البارودي الشعري، ثم اوردنا تعريف مصطلح المعارضة وشروطها، ثم تكلّمنا عن معارضاته و قمنا بالموازنه بين احدي معارضاته لقصيدة ابي فراس الحمداني لنبيّن كيفية معارضته للشعراء القدماء، واشرنا ايضاً الي بعض الخصائص العامة في معارضاته، حتي دخلنا في دراسه معارضات الشاعر من حيث التقليد و التجديد و حاولنا ان نكشف عن مدي تفوق البارودي في معارضاته دارسين عنصرين اساسين من عناصر الابداع في طبيعة العمل الشعري هما: المعني و الصوره. وتبيّن لنا في النهاية انّ البارودي لم تذب شخصيته في معارضاته ذوباناً تاماً، بل قد حاول في معظم الاحيان ان يتخذ من القصيدة التي يعارضها مجرد مصدر الهام تنفتح به تجاربه الشعورية.