التوظيف السياسي و الاجتماعي للفكاهة في العصر المملوكي (دراسة و تحليل)

ليس الادب الفكاهي حكراً علي العصر المملوكي، اذ انّه لايكاد يخلو عصرٌ من هذا الغرض الشعري، ولكنّ الفكاهة في تلك الفتره بالذات لقيت رواجاً لم يسبق له نظيرٌ حتي اصبحت سمةً بارزةً من سمات العصر. ثم انها خرجت في ذلك العصر من اطارها الضيّق و دَخلت في معترَك الحياه واحتكّت بالواقع الذي عاشه المجتمع المملوكي. ومن هذا المنطلق اخذت الفكاهة في تلك الآونة طابعاَ شعبياً يعكس ما عاناه الشعب من آلامٍ ومحنٍ مصوّراً الظروف المعيشية القاسية التي خيّمت علي المجتمع المملوكي. عُنِيَ شعراء الفكاهة في العصر المملوكي بالقضايا السياسيّه والاجتماعيه عنايةً بالغة حيث كانوا يسعون من وراءها الي اصلاح السياسات الظالمة و تقويم المسارات الخاطئة وتحسين اوضاع المجتمع. ومن ابرز المضامين التي يحويها الشعر الفكاهي في العصر المملوكي هي ظلم الحكام وفساد القضاه وتدنّي الاخلاق العامة و الفقر المدقع الذي يعيشه الشعب واوضاع المجتمع المتردية و المصائب و الاوبئة وما الي ذلك من المظاهر الاجتماعية العصيبة. امّا هذا البحث فانّه يرمي الي دراسة مضمونية للشعر الفكاهي في العصر المملوكي والقاء الضوء علي ما يجري في ساحات المجتمع المملوكي من قضايا سياسيّه واجتماعيّه. ومن اهمّ النتائج التي توصّلنا اليها من خلال البحث هو: انّ للفكاهة في ذلك العصر مكانه فريدة لا تُضاهي، ووظيفة اجتماعيّة و سياسية هامّة قامت بتاديتها في احسن وجهٍ ممكن. والمنهج الذي اعتمدناه في هذا البحث هو المنهج الوصفي  التحليلي الذي يتمّ التعويل عليه في الموضوعات الادبيه.